الرئيسية مقالاتكما سمعتها ! بداية القصة وكيف نهايتها : !!!

كما سمعتها ! بداية القصة وكيف نهايتها : !!!

من Mohammed Alqam
A+A-
Reset

بقلم : المستشار الدكتور رضوان ابو دامس

ألقت شرطة الهند القبض على رجل يبلغ من العمر ثلاثون عاماً ، كان ينظف سيارته الجديدة أمام منزله وكما يفعل الغالبية والتي إشتراها بالأقساط …
حيث فوجىء بأن إبنه البكر البالغ من العمر سنة وعشرة أيام بدأ بخدش جانب السيارة بإستخدام مسماراً…..
فغضب الأب وفقد أعصابه وبدأ بضرب يد إبنه دون رحمة ودون أن يشعر بأنه كان يضربها بمقبض المطرقة التي كان يستخدمها ….
إنتبه الأب متأخراً لما حدث وأخذ الابن متألماً ينزف دماً الى أقرب مستشفى في إسلام أباد حيث فقد هذا الطفل الصغير أصابع يده اليمنى كلها بسبب الكسور التي تعرض لها ! وعندما رأى الإبن أباه بعد إجراء المداخلة الجراحية العلاجية له قال بصوت كله ألم !!!
أبي ، متى ستنبت أصابعي من جديد ؟!!
وقع السؤال كالصاعقة على الأب فخرج من المستشفى وتوجه الى
السيارة وقام بتحطيمها وحرقها ،
ثم جلس أمامها يبكي وكله ندم على ما حدث لطفله ….
فوقع نظره على مكان الخدش على السيارة وقرأ أحبك يا أبي ….
لم يحتمل الأب تأنيب الضمير وما فعله فانتحر…..
“نهاية الحكاية”
لنعد للحكاية من البداية ونركز قليلاً….
هل هناك أحد يستخدم مطرقة لتنظيف سيارة ؟!….
عمر الطفل سنة وعشرة أيام هل يستطيع أن يكتب أحبك يا أبي…؟!
وهل يستطيع الكلام ويعبر بقوله متى ستنبت اصبعي يا أبي…..؟!
لماذا لم يتم نقله الى مستشفى في نيودلهي بدلا من نقله الى مستشفى في إسلام أباد في الباكستان للتدخل العاجل طبياً…؟!
كيف قبضت الشرطة على الأب وهو منتحر…..؟!
هكذا تصاغ أغلب الأحداث السياسية والطائفية والمذهبية …فننساق وراء العاطفة ونترك العقل فلا نفكر بعمق منذ البداية ….
وهكذا تسرق منا عقولنا وتفكيرنا ودون أن نشعر ونحكم على ظواهر الأمور بالشكل الصحيح .


لا تصدق كل ما يقال وتسمع وتشاهد في بعض الأحيان …ولا تنقل كل ما تتأثر به دون أن تتأكد من صحته ، فلديك القدره على ذلك ، فلا تستهين بما لديك من إمكانيات ، فليس كل من تتابعه على وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي أفضل وأحرص منك على التحليل ، لا سيما وأنك في وسط الحدث ، فالمنطق والعقل لا يستطيع أن يمنحك حق بأن تصدق أصوات متواجده في الدول الداعمة للحروب وقتل الأطفال والنساء وكبار السن والمدنيين ، ولا تستخدم قوتها ومكانتها الدولية لإيقاف المجازر ضد الأبرياء …لا تتعاطف مع محتوى ينشر لجني بدل مادي في أغلب الأحيان .
بقدر ما يوجد من إيجابيات لتطور وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي وإستخدامها لنقل الأحداث أول بأول من أشخاص شرفاء يمثلون الحقيقة ونقلها للعالم كما هي لرفع الظلم عن المستضعفين وكشف جرائم الإبادة والتجويع ، ودون أن تسيئ الى من يقدم الدعم والمساعدة ويسخر كل إمكانياته المتاحة والمتوفرة لديه الى بقعة تدمر ويدمر ساكنيها على مرآه من العالم دون تحريك ساكن من الدول العظمى التي يطلق عليها صاحبة قرار … بقدر ما يوجد موظفون عملاء مرتزقه ووسائل إعلام يعملون لدى جهات عدوانية منظمة لتشويه الحقائق عن قصد ولأهداف ولصالح الفكر الإستعماري الذين لا يعترفون بحقوق الشعوب في الحياة بغض النظر عن توجهم ومعتقداتهم الدينيه والإنسانية التي لا تتعارض مع المعتقدات الأخرى .….
حيت أن محاولة تدمير الدول المعتدلة المستقرة أخلاقياً ودينياً وإجتماعيا وسياسياً صاحبة النفود الدبلوماسي والإحترام الدولي الكبير والتي لا يمكن محاربتها بالأدوات العسكرية ، يتم محاولة النيل منها من خلال وسائل إعلامية متعددة تتعمد صياغة كلمات وعبارات مضللة وتستأجر خبراء يتقنون فن الكذب والتحليل المضلل للخداع وقلب الحقائق …. فتقوم هذه الكيانات الحقيرة ودول الظلام والمتعاونين معها لإستخدام صور التشويش الإعلامي لزعزعة إستقرار تلك الدول ونشر الفوضى والتشكيك بين مواطنيها ، الى جانب الضغوط التي تمارس ضدها للنيل منها لمحاسبتها على مواقفها الوطنية ورفضها لخطط التهجير وموافقتها على الوطن البديل وإلغاء الهوية الوطنية لمواطنيها .…

المستشار الدكتور رضوان ابو دامس

شاهد ايضا

Focus Mode