لقي طبيب مصرعه غرقاً في ترعة الإبراهيمية، بعدما قرر إنهاء حياته بسبب ضغوط نفسية تعرض لها داخل عمله، في حادثة مأساوية هزّت الأوساط الطبية بمحافظة أسيوط في مصر.
ووفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية، فكانت بداية الواقعة عندما تم انتشال جثة غريق من “مجرى مائي” الإبراهيمية، ليتبين لاحقاً أنها جثة لطبيب وهو نائب رئيس قسم العظام بمستشفى أسيوط الجامعي، وذلك بعد اختفائه لعدة أيام.
انتحار بسبب الضغط
وحسب منشورات للطبيب شاركها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي قبل انتحاره، أفادت بأنه تعرض لضغوط نفسية بسبب عمله، خاصة أنه كان يعمل لمدة 36 ساعة متواصلة، ثم يأخذ راحة 12 ساعة فقط، في قسم العظام.
وقال صديق الراحل وهو طبيب في نفس المستشفى، “إن الدكتور علي مات غرقاً بعد ضغوط نفسية شديدة. ترك فترة مناوبته واختفى، والتقرير الشرعي أكد أن الوفاة حدثت منذ وقت اختفائه”.
وأشار صديقه أن الراحل “كان يتعرض لعقوبات، مثل الحرمان من النوم، لأن مناوبات قسم العظام تمتد لـ 36 ساعة، وراحة 12 ساعة فقط، وفي النهاية كان يغمى عليه وسط العمل”، وذكر عدد من زملائه أنه كان في حالة انطواء واكتئاب ملحوظة، دون أن يلقى الدعم أو الاهتمام الكافي.
في أول تعليق رسمي على وفاة الطبيب، نفى الدكتور علاء عطية، عميد كلية الطب في جامعة أسيوط، وجود أي مؤشرات على تعرضه لضغوط عمل استثنائية قبل وفاته.
وأردف العميد إلى أن غيابه أثار قلق زملائه وأسرته، الذين أبلغوا الجهات المختصة، لتبدأ عملية البحث التي انتهت بالعثور على جثمانه داخل مياه الترعة.
وفتحت الجهات المعنية تحقيقاً في الحادث للوقوف على ملابساته، فيما نعت إدارة المستشفى الطبيب بكلمات مؤثرة، واصفة إياه بالشاب الخلوق والمجتهد، الذي كان يؤدي عمله بكل أمانة رغم الضغوط الهائلة.
وأثار الحادث جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب عدد من الأطباء والنشطاء بضرورة توفير دعم نفسي حقيقي ومُنظّم للعاملين في القطاع الطبي، إلى جانب إعادة النظر في بيئة العمل التي قد تتحول، في بعض الأحيان، إلى عبء لا يُحتمل. وكالات