أحيت تركيا الذكرى الـ 109 لانتصار الجيش العثماني في معركة “جناق قلعة” خلال الحرب العالمية الأولى، والتي استمرت قرابة عام في الدفاع عن إسطنبول. وقد شهدتت الاحتفالات اهتمامًا كبيرًا من وسائل الإعلام التوجه القومي والإسلامي، بينما تجاهلت النواحي اليسارية والعلمانية الدور البطولي لأتاتورك في المعركة ودوره في تأسيس الجمهورية التركية لا يزال محل اعتزاز وتقدير، ممثلاً لقوة الإرادة الوطنية في مواجهة التحديات الخارجية.
فبالرغم من ارتفاع عدد الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لاستقلال مدينة جناق قلعة، الذين بلغوا مئتين وخمسين ألف جندي من جيش الإمبراطورية العثمانية، استمرت تركيا في الاحتفال بذكرى الانتصار بإصرار لا تلين وعزم لا يتزعزع. وعلى الرغم من تجاهل الإعلام العلماني واليساري لهذه الذكرى، إلا أن دور العرب في المعركة وتضحياتهم لم تُنكر، حيث كانوا جزءًا أساسيًا من الجيش الذي دافع عن العاصمة ورمز الإسلام، إسطنبول. فالعرب الذين جاءوا من فلسطين، ولبنان، وسوريا، والعراق، ومصر، وغيرها، كانوا شركاء مع أتاتورك في الدفاع عن الإمبراطورية العثمانية، وساهموا بشكل كبير في الانتصار التاريخي على قوات الحلفاء. ورغم محاولات بعض الجهات ترويج أكاذيب حول خيانة العرب، إلا أن دورهم الفعّال وتضحياتهم لا تُنكر، وهم جزء لا يتجزأ من تاريخ الإمبراطورية العثمانية والحضارة الإسلامية.
ورغم تجاهل البعض لمعركة جناق قلعة وأبطالها، فإن هذا الانتصار سيبقى خالدًا في ذاكرة العرب والمسلمين.
ان تضحيات الآلاف من الشهداء الذين دافعوا عن عاصمة الخلافة الإسلامية، مثل سعيد حليم باشا والأمير فهد بن فرحان الأطرش، لن تنسى، فأحجار المدينة ومقابر الشهداء تروي قصص بطولاتهم، وكلمة الرئيس أردوغان تجسد الإصرار على البقاء حتى يوم القيامة.