تعد الموجهات أو (Prompts) طريقة التفاعل بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي، وتؤدي صياغة الموجهات بطريقة جيدة إلى حصولك على النتيجة التي ترجوها من نماذج الذكاء الاصطناعي، ورغم أن الممارسات في مجال الذكاء الاصطناعي تتطور باستمرار مع تطور التكنولوجيا، فإن هناك عناصر أساسية من المهم تضمينها في الموجهات.
فما المقصود بالموجهات في الذكاء الاصطناعي؟ وما هي عناصر البرومبت الجيد الذي ينتج إجابات دقيقة؟
ما المقصود بالموجهات (Prompts) في الذكاء الاصطناعي؟
يشير توجيه الذكاء الاصطناعي إلى عملية التفاعل مع نظام ذكاء اصطناعي من خلال تقديم تعليمات أو استفسارات محددة لتحقيق النتيجة المرجوة. ويتضمن توجيه الذكاء الاصطناعي التواصل مع النموذج لإنشاء شيفرة برمجية أو محتوى أو ردود بناءً على مدخلات المستخدم. تخيّل توجيه الذكاء الاصطناعي كأنه إجراء محادثة، باستخدام لغة بسيطة وواضحة، وتوفير سياق كما تفعل مع مساعد. ويمكن تقسيم فن وعلم توجيه الذكاء الاصطناعي إلى ثلاث خطوات بسيطة، هي: (إخبار النموذج بما تحتاجه، وتضمين الموجهات بالعناصر الصحيحة، وتزويده بالسياق).
ما عناصر البرومبت الجيد الذي ينتج إجابات دقيقة؟
تتطور الممارسات في هذا مجال الذكاء الاصطناعي باستمرار، مع تطور التكنولوجيا، ووفق الشريك المؤسس لشركة «OpenAI»، غريغ بروكمان، فإن العناصر اللازمة لـ«البرومبت» الجيد هي:
تحديد الهدف
ما الذي ترغب أن تُنتجه لك أداة الذكاء الاصطناعي تحديداً؟ هذه الخطوة الأولى بديهية، وقد تحصل على ما تريده من أداة الذكاء الاصطناعي إذا حددتَ مُسبقاً ما تبحث عنه بالضبط.
على سبيل المثال الذي ذكره بروكمان: إذا كان هدفك هو الحصول على «قائمة بأفضل رحلات المشي لمسافات طويلة» من مدينة ما، فيجب استخدام كلمات مثل: «متوسط المسافة ضمن حدود الساعتين»، وأن تكون الرحلة «مغامرة رائعة وفريدة من نوعها» و«غير معروفة على نطاق واسع»، إذا كان ذلك ضمن أهدافك.
تحديد التنسيق أو الشكل المطلوب
هل تريد قائمة خيارات بسيطة؟ أم استشهادات أكاديمية؟ أم عناوين ويب؟ أم إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)؟ أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على هيكلة النتائج والمحادثات بطرق لا حصر لها تقريباً بناءً على تفضيلات المستخدم، لذلك كُن محدداً.
التحذيرات والحواجز
تتطور أدوات الذكاء الاصطناعي، لكنها لا تزال قادرة على اختلاق المعلومات. إذا كنت تبحث عن معلومات واقعية دقيقة، فأخبره بذلك. وينطبق الأمر نفسه إذا كان هناك قيد تريد من الذكاء الاصطناعي مراعاته ليتجنبه في إجابته.
بالعودة لمثال الرحلة، إذا كنت لا ترغب في الذهاب لمكان فتكتشف لاحقاً أنه مجرد هلوسة من الذكاء الاصطناعي أو على بعد عدة كيلومترات من الطريق الممهد، فيجب أن تُحذّر الذكاء الاصطناعي قائلاً: «احرص على التأكد من صحة المسار، وأنه موجود بالفعل، وأن المسافة دقيقة».
إثراء السياق
هذا شق واسع ومتنوع ومهم في الموجهات، حيث يمكنك ذكر أي شيء فرعي تعتقد أنه قد يساعد الذكاء الاصطناعي على فهم وضعك واحتياجاتك الخاصة. لا داعي للتفكير المفرط أو استخدام لغة خاصة. أخبر الذكاء الاصطناعي بأي شيء يخطر ببالك كما لو كنت تخبر أي شخص آخر.
بالتطبيق على مثال الرحلة، يمكنك أن تخبر الذكاء الاصطناعي أنك من المتنزهين الدائمين، وأنك قد سلكت جميع المسارات المعروفة، مع الإشارة إلى المسارات التي أعجبتك بشكل خاص وسبب هذا الإعجاب، كل ذلك سيساعد نموذج الذكاء الاصطناعي على إعطائك إجابة مناسبة لك.
كيف أطور البرومبتات لتحسين النتائج باستمرار؟
ضع في اعتبارك أن النتائج التي توفرها نماذج الذكاء الاصطناعي هي عملية تتحسن باستمرار مع تكرار المحاولة، لذلك لا تتوقع نتائج مثالية من المحاولة الأولى. لكن، اختبر إجاباتك، وحلل النتائج، وحسّن البرومبتات بناءً على ما تعلمته. وإذا كان لديك تنسيق محدد تضعه في اعتبارك، فقدم أمثلة لتوجيه الذكاء الاصطناعي. وشجع الذكاء الاصطناعي على طرح أسئلة توضيحية لجمع المزيد من المعلومات.
الشرق الأوسط