الدكتور نضال المجالي
وان كانت قرارا ليس استقالة وبهدوء القادة الذين يصنعون الأثر دون ضجيج، أنهى الدكتور عبدالرزاق عربيات مسيرته في إدارة هيئة تنشيط السياحة الأردنية، بعد سنوات من العمل المتواصل، حمل خلالها رسالة الوطن في المحافل السياحية العربية والدولية، بإيمان راسخ بأن الترويج للأردن ليس مجرد وظيفة، بل واجب وطني ومسؤولية شرف.
منذ توليه المنصب، استطاع عربيات أن يمزج بين الرؤية الإدارية الواعية والقدرة على التواصل المهني النبيل، فكانت برامجه وخططه تعمل جاهدة لتشكيل فهم عميق لتحديات السياحة الأردنية، ووعياً بخصوصية الأردن كوجهةٍ ثقافية وتاريخية وإنسانية. لم يكن يسعى إلى الأضواء بقدر ما كان يسعى إلى بناء حضور أردني مستدام في الأسواق العالمية، فترك بصمة مؤسساتية باقصى ما يستطيع، يلمسها كل من عمل معه او عرفه عن قرب وكنت في الاثنين منه قريبا.
عرفه العاملون في القطاع سواء من اختلفوا ام اتفقوا معه انه نجح في الإنصات والتفاعل والتكامل بتقدير كامل لهم، مؤمناً أن نجاح السياحة لا يتحقق إلا بشراكة الجميع، وأن الأردن يمكن أن ينافس رغم محدودية الموارد إذا أُديرت الإمكانات بعقل منظم وإرادة صادقة.
خروج عربيات هو رؤية صاحب قرار ذكية بغاية انتقال التسويق السياحي للأردن لمرحلة جديدة بنكهة مختلفة، تتيح المجال لتجارب أخرى بتصور وافكار تسعى لتكون اكثر حداثة وفاعلية لتُكمل المسيرة، بينما تبقى خبرات عربيات وإرثه المهني مؤهلة لأن تكون قاعدة الاساس للبناء عليها بحجم ما جمعته من قنوات اتصال بكافة الاتجاهات ومن يضن انه سينجح دون البناء عليها اجزم انها ستكون نقطة في تعطله.
لقد قدّم الدكتور عبدالرزاق عربيات نموذجاً في القيادة المسؤولة التي لا تكتفي بالإنجاز، بل تُكرّس ثقافة العمل الجماعي، والانتماء الهادئ، والتمثيل المشرف لوطنٍ يستحق أن يُروى للعالم بأجمل الصور.
اذكر وانا عضوا مجلس ادارة هيئة تنشيط السياحة كنت ممن يؤمن انه قدم وان هناك ضرورة للبحث عن صناعة بديل أردني او اكثر قادر على مرحلة جديدة وقد اكون الوحيد حينها من قال ذلك بصراحة وخصوصا عندما كانت الاجابة ان لا احد جاهز ! ففي وطن بحجم تاريخ وعظم الأردن هناك الف جاهز سيكملون ما حققه الدكتور عبدالرزاق بذات الهمة والصدق والتواصل الجميل.
فلك ايها السلطي الأردني الجميل منا كل امنيات الخير في قادم الايام وستبقى قريبا لقلوب محبيك.
واما ماذا نتوقع من قادم الهيئة فهو الكثير واجزم ان من اتخذ الخطوة الاولى في عقله خطوات اهم لصالح تسويق الاردن.
