قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد إن روسيا اختبرت صاروخها «بوريفيستنيك» (Burevestnik) العامل بالطاقة النووية.
وأضاف بوتين: «لقد أكدنا موثوقية الدرع النووي الروسي، والقوات الاستراتيجية القادرة على ضمان الأمن القومي لروسيا ولدولة الاتحاد (روسيا–بيلاروس). وكما قلنا سابقا وهو أمر معروف جيداً لجميع الخبراء في المجال العسكري — فإن ما يُعرف بـ”حداثة” قواتنا المسلحة، أو بالأحرى قوات الردع النووي، بلغت أعلى مستوى ممكن. ويمكنني القول من دون مبالغة إنها تتفوّق، على الأقل، على نظيراتها في جميع الدول النووية الأخرى».
وتابع بوتين قائلاً: «وفيما يتعلق بالتدريبات التي أُجريت، أود أن يقدّم رئيس الأركان العامة [فاليري غيراسيموف] تقريراً عن حدث آخر ذكرته بإيجاز في كلمتي الافتتاحية وهو اختبار صاروخ كروز “بوريفيستنيك” ذي المدى غير المحدود والمزوّد بمحرك نووي. أعلم أن لديّ تقارير من القطاع الصناعي، وأيضاً تقييمات من وزارة الدفاع. إنه منتج فريد من نوعه لا نظير له في العالم».
وشدد بوتين على أن «الاختبارات الحاسمة قد اكتملت الآن».
وأشار إلى أن «هناك عملاً كبيراً لا يزال ينتظرنا قبل وضع هذا السلاح في الخدمة القتالية»، مضيفاً:
«هذا أمر مفهوم يجب استكمال جميع الإجراءات التنظيمية، لكن المهم أن الأهداف الأساسية قد تحققت، حسب ما أفهم. وأود سماع رأي رئيس الأركان العامة حول ذلك».

وفيما يلي أبرز الحقائق المتعلقة بهذا السلاح
الصاروخ 9M730 بوريفيستنيك، والذي يعني اسمه بالروسية «طائر العاصفة»، هو صاروخ كروز يُطلق من الأرض ويحلّق على ارتفاع منخفض، قادر ليس فقط على حمل رأس نووي، بل يعمل أيضاً بطاقة نووية.
تُطلق عليه تسمية الناتو «SSC-X-9 Skyfall».
كان بوتين قد كشف عن المشروع لأول مرة في مارس 2018، قائلاً إن الصاروخ يتمتع بمدى غير محدود ويمكنه تفادي أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية.
لكن عدداً من الخبراء الغربيين شككوا في قيمته الاستراتيجية، قائلين إنه لا يضيف قدرات جديدة لموسكو، وقد يؤدي إلى تسرب إشعاعات نووية على طول مساره.
قال بوتين إن السلاح «فريد من نوعه»، بينما أبلغ رئيس الأركان العامة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، بوتين بأن الصاروخ في تجربة 21 أكتوبر قطع مسافة 14 ألف كيلومتر (8,700 ميل) وبقي في الجو حوالي 15 ساعة.
وأوضح أنه اعتمد في رحلته على الطاقة النووية، ويمكنه تجاوز أي نظام دفاعي، وله مدى غير محدود.
تُصمم منظومة الدفع النووي في الصاروخ لتمكينه من الطيران لمسافات أبعد ولفترات أطول من محركات التوربوجيت أو التوربوفان التقليدية، التي يقيّدها مقدار الوقود الذي تحمله.
هذا يتيح له «التحويم» لفترة طويلة قبل ضرب هدفه.
ووفقاً لمبادرة «التهديد النووي» (Nuclear Threat Initiative)، وهي منظمة أمنية أميركية غير ربحية، فإن الصاروخ يمكن أن يبقى محلقاً لأيام، وقالت في تقرير عام 2019: «في أثناء التشغيل، يحمل بوريفيستنيك رأساً نووياً (أو أكثر)، ويدور حول العالم على ارتفاع منخفض، متجنباً أنظمة الدفاع الصاروخي والتضاريس، ثم يسقط رأسه النووي في موقع يصعب التنبؤ به».
لكن بعض الخبراء الغربيين يرون أن سرعة الصاروخ دون سرعة الصوت تجعل من السهل رصده، وأنه يصبح أكثر عرضة للخطر كلما طال زمن تحليقه.
ورداً على ذلك، كتب الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف عام 2019 أن دور صواريخ بوريفيستنيك سيكون القضاء على «بقايا» مراكز القيادة والقواعد العسكرية والمصانع ومحطات الطاقة لدى العدو، بعد أن تكون روسيا قد أطلقت صواريخها البالستية العابرة للقارات، وعندها ستكون أنظمة الدفاع الجوي للخصم عاجزة عن اعتراضها.
وقال إن صواريخ بوريفيستنيك «ستُعيد الدول المعتدية إلى العصر الحجري»، مستكملة تدمير بنيتها التحتية العسكرية والمدنية.
ووفقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، الذي نقل عام 2021 عن مجلة عسكرية روسية متخصصة، فإن المدى النظري للصاروخ يصل إلى 20 ألف كيلومتر (12,400 ميل)، ما يعني أنه يمكن إطلاقه من أي مكان في روسيا لضرب أهداف داخل الولايات المتحدة.
وأشارت المجلة نفسها إلى أن ارتفاع تحليق الصاروخ يتراوح بين 50 و100 متر فقط (164 إلى 328 قدماً)، وهو أقل بكثير من صواريخ كروز التقليدية، ما يجعل من الصعب على رادارات الدفاع الجوي اكتشافه.
وفي تقرير صادر عام 2020 عن «مركز الاستخبارات الوطنية للفضاء والجو» التابع لسلاح الجو الأميركي، ذكر أنه في حال نجحت روسيا في تشغيل صاروخ بوريفيستنيك، فسيمنح موسكو «سلاحاً فريداً بقدرات عابرة للقارات».
ويُقدّر الخبراء أن الصاروخ يُطلق في البداية بواسطة صاروخ صغير يعمل بالوقود الصلب لدفع الهواء إلى داخل محرك يحتوي على مفاعل نووي مصغر، حيث يُسخن الهواء ويُطرد للخارج (وقد يكون مشعاً) لتوليد الدفع للأمام.
لكن سجل تجارب بوريفيستنيك ضعيف، إذ فشلت عدة اختبارات سابقة بحسب خبراء غربيين. ففي عام 2019، قُتل خمسة علماء نوويين روس على الأقل في انفجار وتسرب إشعاعي أثناء تجربة في بحر «وايت سي»، وقالت مصادر استخبارات أميركية إنهم يعتقدون أن الحادث كان جزءاً من اختبار للصاروخ.
وقد منح بوتين أرامل العلماء أوسمة دولة رفيعة، قائلاً إن السلاح الذي كانوا يطورونه «لا مثيل له في العالم»، رغم أنه لم يذكر اسمه حينها.
يُذكر أن «بوريفيستنيك» هو صاروخ كروز استراتيجي ذو مدى غير محدود، يعمل بنظام دفع نووي. صُمّم لتدمير الأهداف ذات الأهمية الاستراتيجية، بما في ذلك الملاجئ المحصّنة.
ويتميّز الصاروخ بأنه غير مرئي لأنظمة الرادار المعادية، ولا يمكن اكتشافه إلا عبر أقمار صناعية متخصّصة أثناء الإطلاق وفي مرحلة التسارع.
ويُعدّ صاروخ “بوريفيستنيك” (Burevestnik 9M730) أحد أكثر مشاريع التسليح الروسية سرّية وإثارة للجدل، إذ تصفه وكالة رويترز (26 أكتوبر 2025) بأنه صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية وذو مدى غير محدود، قادر على التحليق آلاف الكيلومترات على ارتفاع منخفض جداً لتجنّب الرادارات.
ووفقاً لتقارير EADaily وتصريحات الرئيس فلاديمير بوتين، فإن الصاروخ مزوّد بمفاعل نووي مغلق الدورة يستخدم الصوديوم السائل كمبرد، ما يمنحه قدرة طيران تصل إلى 14 ألف كيلومتر خلال 15 ساعة متواصلة، وهي أرقام أُكدت خلال أحدث اختبار في أكتوبر 2025. يبلغ طوله نحو 10 إلى 12 متراً، ويُقدّر وزن رأسه النووي بحوالي 400 كيلوغرام بقدرة تفجيرية تقارب 500 كيلوطن، بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS).
Image1_10202526121720110814896.jpg
وتشير مجلة Naked Science الروسية (أكتوبر 2025) إلى أن تصميم الصاروخ ذي الجناحين المستقيمين يجعله تحت صوتي السرعة، لكنه أكثر استقراراً وأماناً من الصواريخ الأميركية السابقة مثل مشروع “بلوتون”، لأن نظام دفعه النووي لا يُطلِق غازات مشعة في الجو.
ويُستخدم “بوريفيستنيك”، بحسب الخبير العسكري أليكسي ليونكوف، كسلاح “ضربة ثانية” قادر على الرد بعد الهجوم الأول، حين تكون أنظمة الدفاع لدى العدو مشلولة، مما يمنحه دوراً استراتيجياً محورياً في موازنة الردع النووي بين روسيا والولايات المتحدة.
وفي أكتوبر 2023، أعلن بوتين عن اختبار ناجح للصاروخ.
وفي عام 2024، قال باحثان أميركيان إنهما حددا الموقع المحتمل لنشر الصاروخ بالقرب من منشأة تخزين رؤوس نووية تُعرف باسم «فولوغدا-20» أو «تشيبسارا»، وتقع على بعد نحو 475 كيلومتراً شمال موسكو. – رويترز