الرئيسية ⁠اقتصادبتكوين تهبط دون 112 ألف دولار .. تفاصيل

بتكوين تهبط دون 112 ألف دولار .. تفاصيل

من mk
A+A-
Reset

تشهد أسواق العملات المشفّرة توترًا متزايدًا بعد أن هبطت بتكوين إلى ما دون مستوى 112 ألف دولار يوم 24 أغسطس، في تراجع وصفه المحللون بأنه أكثر من مجرد تصحيح بسيط، حيث سجّلت خسائر محققة بلغت نحو 600 مليون دولار، تلتها تصفيات مراكز شراء بالرافعة المالية تجاوزت 475 مليون دولار، وهي الأضخم منذ موجة أبريل الماضية.

 

ويعتبر مستوى 110 ألف دولار الآن خط الدفاع الأخير أمام المزيد من الانحدار، إذ لامس السعر هذا المستوى عدة مرات ووصل إلى قاع عند 108,761 دولار.

من الناحية الفنية، تحول هيكل السوق إلى اتجاه هبوطي بعد أن فشل السعر في التماسك عند 112 ألف دولار، وهو المستوى الذي ساعد سابقًا على دفع بتكوين إلى قمة تاريخية قرب 123 ألف دولار مطلع الشهر. وتزامن ذلك مع موجة بيع من قبل مستثمرين ذوي تكلفة شراء مرتفعة سعوا إلى تقليل خسائرهم، ما أدى إلى تسارع الضغط البيعي في السوق.

اللافت أن مؤشرات المزاج العام لم تُظهر ذعرًا كبيرًا، إذ سجّل مؤشر الخوف والطمع 47 نقطة في منطقة الحياد، بينما بقيت الفوائد المفتوحة للعقود الآجلة منخفضة، ما يشير إلى أن المضاربة الممولة لم تعد بعد بكثافة. في الوقت نفسه، شهدت صناديق الاستثمار الفورية تدفقات إيجابية محدودة، لكنها لم تكفِ لتغيير اتجاه السوق.

إلى جانب ذلك، برزت بيانات جديدة تزيد من الصورة السلبية، حيث أظهر تقرير لـ CryptoQuant أن نسبة الشراء/البيع (Taker Buy/Sell Ratio) على مدى 30 يومًا هبطت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2018، ما يعكس تفوق عمليات البيع على الشراء بشكل مستمر.

 

هذه النسبة المنخفضة ارتبطت تاريخيًا بمراحل ضعف في السوق سبق أن مهّدت لتصحيحات حادة. وعلى منصّة بينانس تحديدًا، هبطت النسبة إلى 0.95، وهو مستوى يعتبره المحللون إشارة إلى ضغط بيعي مفرط، لكنه في بعض الأحيان قد يسبق ارتدادًا قويًا عبر ما يُعرف بعمليات Short Squeeze.

ويرى بعض المحللين أن التراجع الحالي قد لا يكون نهاية الدورة الصعودية، بل جزءًا من مرحلة تصحيح طبيعية داخل اتجاه صاعد ممتد منذ تعافي بتكوين من مستويات 15 ألف دولار في أواخر 2022. إلا أن التحدي الفوري يكمن في قدرة العملة على الدفاع عن منطقة 111–113 ألف دولار، حيث يقع أيضًا المتوسط المتحرك لـ100 يوم.

 

وإذا صمد هذا النطاق، قد تنطلق موجة ارتداد جديدة، أما كسره فقد يفتح الباب لهبوط أعمق نحو 105–107 آلاف دولار، وربما حتى اختبار 100 ألف دولار في حال استمرار التحول السلبي في معنويات المستثمرين.

في المقابل، تواصل إيثريوم جذب تدفقات رأسمالية قوية تخطت المليار دولار عبر صناديقها الاستثمارية في الأيام الأخيرة، ما يعكس تحول السيولة بعيدًا عن بتكوين في هذه المرحلة. ومع غياب محفزات اقتصادية كبرى مثل تغيير في سياسة الاحتياطي الفيدرالي، تبقى العملة الأولى عالميًا عرضة لمزيد من الضغوط، وسط ترقب المتداولين لما إذا كانت ستجد قاعدة صلبة للانطلاق مجددًا أم تدخل في مرحلة أطول من التذبذب والتصحيح.

شاهد ايضا

Focus Mode