جلالة الملكة رانيا تسلط الضوء على دور وسائل التواصل في نقل واقع الحرب على غزة

شاركت اليوم  صاحبة السمو الملكي الملكة رانيا العبدالله في قمة الويب في قطر، حيث أكدت على أن واقع الحرب في غزة تم نقله بشكل مروع عبر وسائل التواصل الاجتماعي و أشارت إلى تحول المساحات الافتراضية إلى مشاهد مروعة من الحرب، مع تحول الصور الملونة إلى صور أحادية اللون تعكس الواقع المأساوي. وتحدثت عن ترددها في مشاهدة الصور الصادمة للحياة والموت في غزة بعد أكثر من 140 يومًا من الحرب، مشيرة إلى المشاهد المروعة للجرحى والأطفال والأمهات اللواتي يواجهن الألم والخسارة. وشددت على تفاقم الوضع الإنساني وتصاعد الأحداث الصادمة التي أصبحت جزءًا من الواقع، مع استمرار القصف على المستشفيات وتدمير أماكن العبادة وقتل المدنيين.

كما أكدت أن المعايير المبهمة لم تخدم الفلسطينيين على الإنترنت أو في الواقع، مشيرة إلى انتهاكات حقوق الإنسان وتجاوزات القانون الدولي. وسلطت الضوء على التناقضات في التفاعل مع العنف، وسألت عن سبب تبرير بعض الأعمال العدوانية، كما ركزت على الأسئلة المثارة حول القضايا الإنسانية والعدالة، وأشارت إلى أهمية تغيير الاعتقادات لتحقيق تحول في الواقع. أيضا، سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها الفلسطينيين وسألت عن الفائدة من التعبير عن التضامن دون اتخاذ إجراءات فعّالة لتغيير الظروف الراهنة.

و أكدت الملكة رانيا العبدالله على ارتباط أهل غزة بالعالم رغم عزلتهم، مشددة على استمرار استخدامهم للهواتف للتواصل. وأشارت إلى حلم الفلسطينيين بنقل قصتهم للعالم، لكنها أوضحت أن الدعم الجماعي جاء على حساب القتل الجماعي. كما دعت إلى وقف إطلاق النار والدمار، والتنديد بالحرمان المتعمد وعرقلة دخول المساعدات. وقد أكدت أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، وشددت على حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وتحقيق الاستقلال بجوار إسرائيل. كما دعت إلى عدم تجاهل قضية فلسطين وأهمية التضامن الدائم لخلق واقع جديد.

وأضافت مؤكدة على قوة التضامن العالمي وقدرته على تغيير المستقبل وإنهاء الظلم التاريخي. وأشارت إلى أن القوة الشعبية قادت الزعماء لاتخاذ خطوات صعبة، مثل نهاية العبودية والتفرقة العنصرية.كما  دعت إلى بناء عالم يحقق السلام والكرامة والحرية للجميع، مع التأكيد على أن التغيير ممكن والظلم قابل للزوال.

وقد رسمت تدرجًا موضوعيًا للقضية الفلسطينية، مؤكدة أن هجمات أكتوبر ٧ فتحت فصلاً جديدًا في صراع طويل، مع التأكيد على معاناة الفلسطينيين لمدة ٧٥ عامًا وحرمانهم من العيش في ظل  السلام. وأشارت إلى تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتجاهل واقعهم كشعب تحت الاحتلال، وأبرزت الجهود العديدة للمقاومة غير المسلحة والتضحيات التي قدمها شتى فئات المجتمع الفلسطيني.

كما أشارت إلى أن الشعب الفلسطيني تم اختزاله وتصويره مهددا للأمن او ارهابي، ولكن الآن يتعرضون للانتباه على مستوى عالمي بسبب الحرب. وأوضحت أن العنف لا يظهر دائمًا بشكل واضح، بل يأتي أحيانًا على شكل حصار مستمر لسنوات أو عمليات قتل يومية وأعمال عنف مستمرة. أشارت إلى أن حلقات العنف تتسبب في عدم وجود اتفاق حول مصدر القصة، وتبرز الاختلافات في الروايات وتشجع على التحيز.

وأكدت أن الحرب في غزة أظهرت الاختلال في موازين القوى ودفع البعض للشك في مصداقية الروايات التي تم ترويجها حول القضية الفلسطينية و ألقت الضوء على تأثير دوائر الصدى في رفض الحقائق التي لا تتناسب مع القناعات الشخصية وأشارت إلى أهمية إعطاء كل طرف حقه في سرد الرواية لتجنب الروايات المنقوصة.

كما أكدت الملكة رانيا  على صعوبة تحطيم القناعات الراسخة، ولكن أشارت إلى أهمية الفهم والتواصل عند الخروج من الأفكار المألوفة. تناولت أيضا قضية إسرائيل وفلسطين، مؤكدة على أن الاعتراف بظلم تاريخي لا يقلل من حقوق الشعب الآخر،و أشارت إلى تحديات التعبير عن مشاعر المساواة وقيمة حياة الجميع وكيف يمكن أن تواجه ردود فعل سلبية.

من جهة أخرى تحدثت عن أهمية قمة الويب في قطر كحدث افتتاحي لقمة الويب العالمية، والتي تجمع شركات ناشئة ومشاركين من مختلف الدول لتبادل التجارب والأفكار التكنولوجية.

Exit mobile version
Slot Gacor