تعتبر المملكة الأردنية واحدة من الوجهات الإقليمية الرائدة في مجال الطب، وتحتل مكانة متميزة حيث تتصدر قائمة الدول العربية وتحتل موقعًا بين أفضل 10 دول في العالم في مجال السياحة العلاجية. تلك الإنجازات تعكس التزام المملكة بتقديم خدمات طبية عالية الجودة والابتكار في هذا المجال، مما يجعلها محطة مرغوبة للباحثين عن الرعاية الصحية على مستوى العالم.
ففي السنوات الأخيرة، شهدت المملكة انخفاضًا في أعداد المرضى القادمين لتلقي العلاج، ويعزى هذا الانخفاض إلى عدة أسباب، من بينها تأثيرات الربيع العربي على الدول المجاورة وتداولات المنطقة. كما ظهرت أسواق تنافسية جديدة، مثل تركيا والهند، التي باتت تقدم خدمات صحية جذابة.
ويسهم ارتفاع أعداد الزوار للملكة في إطار السياحة العلاجية الى تعزيز الإقتصاد. وفقًا لمدير مديرية السياحة العلاجية في وزارة الصحة، الدكتور أمين المعايطة، بلغ عدد القادمين بهدف السياحة العلاجية نحو 200 ألف زائر. هذا الرقم يشمل المرضى ومرافقيهم، حيث يقابل كل حالة دخول إلى المستشفى تقريبًا 3 مرافقين.
وكشف المعايطة أن الدخل المتأتي من السياحة العلاجية بلغ 119 مليون دينار في عام 2023، يتضمن خدمات العلاج واللوجستيات الأخرى. يُشير حجم سوق السياحة العلاجية العالمية إلى 69 مليار دولار، ومن المتوقع أن يزيد إلى 194 مليار دولار بحلول عام 2028، مما يعزز أهمية استثمار الدول في هذا القطاع.
هذا وتعتبر المملكة وجهة رئيسية للسياحة العلاجية لعدة دول من بينها السعودية، ليبيا، اليمن، سوريا، ومصر. وفقًا لمديرية السياحة العلاجية في وزارة الصحة، يُسهم هؤلاء الزوار في تعزيز السياحة العلاجية في المملكة. بالإضافة إلى ذلك، كان للسودان دور مهم قبل توقفه بسبب الحرب الأهلية، وهناك حالات محدودة لعلاج كنديين وأوروبيين وأمريكيين، وأشخاص من دول مثل الإمارات ولبنان والكويت.
وعلى الرغم من توافر الإمكانات والبنية التحتية المتقدمة في الأردن للسياحة العلاجية، إلا أن أعداد القادمين لهذا الغرض انخفضت. في المقابل، تمكنت تركيا من تحقيق عوائد بلغت 1.7 مليار دولار في السياحة العلاجية خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2023، بينما كانت عوائد الأردن 119 مليون دينار في نفس الفترة.
كما أشار الدكتور أمين المعايطة، مدير مديرية السياحة العلاجية في وزارة الصحة، إلى أن الأرقام التي تتحدث عن مردود السياحة العلاجية في الأردن غير دقيقة بسبب عدم توفر نقاط رصد رسمية.
وأوضح المعايطة أن عدة أسباب أدت إلى تراجع السياحة العلاجية في الأردن، منها عدم وجود رحلات طيران مباشرة وتأثير الحروب في المنطقة. كما أشار إلى وجود منافسة قوية من دول مثل تركيا ومصر والهند التي تقدم أسعارًا تنافسية وتعتمد نظام “الحزم لتقديم خدمات متكاملة للمرضى، مما أثر في جذب الزوار.
كما يدعو الدكتور أمين المعايطة، مدير مديرية السياحة العلاجية في وزارة الصحة إلى إنشاء قاعدة بيانات وحوسبة النظام الصحي لتسجيل معلومات متلقي العلاج بهدف تحسين إحصاء الأعداد بدقة. ويعبر عن عدم رضاه عن غياب نظام عمل أو تشريع ينظم السياحة العلاجية في المملكة. يطالب بوضع نقاط رصد في المعابر والمطارات لتسجيل الزوار القادمين للعلاج وتقديم الدعم والإرشاد لهم. ويشدد على ضرورة تطوير السياسات المتعلقة بالشكاوى بعد دخول المرضى وتفعيل قانون المساعدة الطبية والرقابة على الأداء الصحي بشكل عام. وتقديم ملحقين متخصصين في السفارات للترويج للقطاع العلاجي في الخارج.
هذا وقد أطلقت الاردن حزم علاجية بالتعاون بين مديرية السياحة العلاجية وجمعية المستشفيات الخاصة وهيئة تنشيط السياحة وجمعية الفنادق وغرفة تجارة الأردن ووزارتي الخارجية والداخلية. هذه الحزم تشمل نوع المرض، مدة الإقامة، المستشفى المعالج، اسم الطبيب، والتكلفة الإجمالية. تم إعداد 120 إجراءً طبيًا تشمل عمليات القلب المفتوح وتغيير المفاصل وجراحات العيون وجراحة التجميل. يتيح للراغبين تحديد احتياجاتهم عبر منصة سلامتك https://www.salamtak.gov.jo. تكلفة عملية القلب المفتوح تتراوح بين 14 و16 ألف دولار، شاملة التفاصيل والخدمات اللوجستية.