أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، دعم بغداد للتوافق السياسي الداخلي في لبنان، معربًا عن إدانته للاعتداءات المستمرة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.
جاءت تصريحات “السوداني” خلال مؤتمر مشترك مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، في العاصمة العراقية بغداد، مشيرًا إلى أن “العراق ساهم بـ20 مليون دولار إلى الصندوق العربي لإعادة إعمار لبنان”.
وأكد رئيس الوزراء العراقي للرئيس اللبناني، استمرار الدعم والإسناد لتجاوز التحديات الراهنة التي يمر بها لبنان.
كما أكد السوداني، أن بلاده تسعى لوقف العدوان الهمجي ضد المواطنين الأبرياء في قطاع غزة، مستطردًا “يتطلب الأمر إنقاذ أهلنا في القطاع وسط صمت دولي مريب”.
وأضاف أن “العراق طرح مبادرة الصندوق العربي وحظيت بتأييد عربي”، لافتًا إلى أن الوضع في غزة يتطلب تكاتف الجهود لإنقاذ الفلسطينيين.
وبشأن الأوضاع في سوريا، أكد موقف العراق الثابت تجاه دعم سيادة الأراضي السورية واستقلالها ورفض الاعتداء عليها.
من جهته، قال الرئيس اللبناني، إن إدارته تعمل على حفظ السلم الأهلي دون الانتقاص من سيادة الدولة، معربًا عن شكره للعراق على “كل ما قدمه للبنان من هِبات وتقدمات ومساعدات في شتى المجالات”.
وقال في المؤتمر المشترك: “نحن في حاجةٍ ماسةٍ إلى قيامِ نظامِ المصلحة العربية المشتركة، نظام قائم على تبادل المصالحِ المشتركة بين بلدانِنا وشعوبنا وتنميتِها ومضاعفتِها، نظام عربي ممأسس ومقونن في إطار اتفاقياتٍ ثنائية ومشتركة بما يتبلور تدريجيا وبثبات، وسوقًا عربيةً مشتركة تنظم التعاون بين اقتصاداتنا الوطنية كل في انتقال الأشخاص والسلع والخدمات على أنواعها”.
أضاف: “الحل لإشكالية هُويتِنا الوطنية داخل دولتِنا الناجزة أستلهمه حرفيًا، من موقفٍ أصيل عميق، لسماحة المرجع الديني الأعلى، السيد علي الحسيني السيستاني، في نوفمبر الماضي حين وضعَ خارطةَ طريق بديهية للحل، إذ دعا “النخبَ الواعية، إلى أن يأخذوا العِبر من التجارب التي مروا بها ويعملوا بجد في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلدِهم ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقيِ والازدهار وذلك عبر إعداد خطط علمية وعملية لإدارةِ البلد اعتمادًا على: مبدأ الكفاءة والنزاهة في مواقع المسؤولية ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهِها وتحكيمِ سلطة القانون وحصر السلاح بيدِ الدولة ومكافحة الفساد على جميع المستويات”.
وأدلى “عون” بتصريح لدى وصوله مطار بغداد الدولي، أكد خلاله أن محادثاته في العراق تؤكد تطابق وجهات النظر حول التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والتطرف، مثمنًا شحنات النفط العراقي التي شكَّلت دعامة حيوية للبنان.
وقال عون: “يسعدني ان ألبّي دعوة أخي فخامة رئيس جمهورية العراق الشقيق الأخ عبد اللطيف رشيد الذي سبق لنا أن التقينا في القاهرة على هامش القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في العاصمة المصرية، وستكون أيضا فرصة للقاء رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد شيّاع السوداني في زيارة تعكس عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين لبنان والعراق، وتجسِّد حرصنا المشترك على تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات”.
تابع: “هذه الزيارة فرصة لشكر القيادة العراقية والشعب العراقي الشقيق على دعمهم المستمر للبنان، وعلى ما قدموه من مساعدات قيمة للشعب اللبناني، لا سيما خلال الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان. كما نثمن عاليًا إرساليات النفط العراقي التي شكَّلت دعمًا حيويًا للبنان في ظروفه الصعبة، وهي تعبير صادق عن أصالة الأخوة العربية ومعانيها النبيلة”.
أضاف: “لا بد لي أن أهنىء العراق الشقيق على نجاحه المتميز في استضافة القمة العربية والقمة التنموية الاقتصادية العربية، والتي شكلت محطة مهمة في مسيرة العمل العربي المشترك.. إن هذا النجاح يعكس قدرة العراق على تحمل مسؤولياته القيادية في المنطقة ودوره المحوري في تعزيز التضامن العربي.. أنا على ثقة أن المحادثات التي سأجريها اليوم سوف تؤكد على التطابق الكامل في وجهات النظر بين لبنان والعراق لا سيما لجهة تعميق التنسيق والتعاون بينهما في المجالات الأمنية كافة، وبخاصة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، انطلاقًا من إيماننا المشترك بأن الأمن والاستقرار في بلداننا مترابطان، وأن مواجهة التحديات الأمنية تتطلب تضافر الجهود وتبادل الخبرات والمعلومات”.
اختتم: “زيارتي هذه تأتي تأكيدًا لحرص لبنان على تطوير علاقاته مع العراق الشقيق في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، خدمة لمصالح شعبينا الشقيقين وتعزيزًا لاستقرار المنطقة وازدهارها”.