وفاة “أفقر رئيس في العالم”

توفي رئيس الأوروغواي السابق وأيقونة اليسار في أميركا اللاتينية خوسيه “بيبي” موخيكا، الثلاثاء، عن عمر ناهز 89 عاما، بحسب ما أعلن الرئيس الحالي ياماندو أورسي.

 

 

وموخيكا، زعيم حرب العصابات السابق ورئيس الأوروغواي بين 2010 و2015، كان مناهضا للإفراط في الاستهلاك ومن أبرز شخصيات اليسار في أميركا اللاتينية.

 

وكتب الرئيس أورسي في منشور على منصة إكس “ببالغ الحزن والأسى، ننعى وفاة رفيقنا بيبي موخيكا. الرئيس والناشط والقائد والمرشد. سنفتقدك كثيرا أيها الرجل العجوز العزيز”. وفق وكالة فرانس برس.

وموخيكا الذي لُقّب بـ”أفقر رئيس في العالم” بسبب تبرّعه بكامل دخله تقريبا لبرنامج إسكان اجتماعي، كان قد كشف في وقت سابق من هذا العام أنّ سرطان المريء الذي شُخّصت إصابته به في أيار/مايو 2024 انتشر في جسمه، مؤكدا أنّ جسده الواهن بسبب تقدّمه في السن لم يعد يتحمّل العلاج.

 

وقال يومها “من الواضح أنّني أموت. يستحق المحارب أن يستريح”. ومساء الثلاثاء غادرت منزل الراحل سيارة تحمل جثمانه.

 

 

موخيكا.. فلاح حكم الأوروغواي وتخلى عن القصر
رفض خوسيه موخيكا الإقامة في القصر الرئاسي، وعاش في مزرعته الخاصة قرب العاصمة مونتفيدو طوال فترة حكمه. تبرع بـ90% من راتبه، وقاد بلاده نحو تحولات اجتماعية وسياسية بارزة، ليُعرف عالميًا بلقب “أفقر رئيس في العالم”.

أدار موخيكا شؤون الأوروغواي بين عامي 2010 و2015، واختار أن يعيش حياة بسيطة بعيدًا عن مظاهر السلطة. قاد سيارة فولكسفاغن قديمة، واحتفظ فقط بجزء صغير من راتبه لا يتجاوز 1200 دولار شهريًا، وقدم الباقي للفقراء والمؤسسات الاجتماعية.

 

انضم في شبابه إلى حركة التوباماروس اليسارية، وحمل السلاح ضد الديكتاتورية العسكرية. اعتقله النظام آنذاك، وسُجن لمدة 14 عامًا، بينها فترات طويلة في الحبس الانفرادي. تعرّض للتعذيب النفسي والجسدي، لكنه خرج من السجن ليعود إلى السياسة بوسائل مدنية، وانتُخب لاحقًا رئيسًا.

أقرّ خلال ولايته قوانين وُصفت بالثورية، أبرزها تقنين تجارة الماريغوانا تحت إشراف الدولة، بهدف الحد من نفوذ تجار المخدرات. واصل سياسة الانفتاح والعدالة الاجتماعية، ودعم المزارعين والطبقة العاملة، وكرس صورة بلاده كدولة ديمقراطية مستقرة في أميركا اللاتينية.

قال موخيكا في تصريحات صحفية إن الفقر لا يتعلق بالمال، بل “هو شكل من أشكال العبودية الحديثة”. وأضاف: “أنا غني لأنني لا أحتاج إلى الكثير. اخترت حياة بسيطة لأنني أؤمن أن السعادة لا تُشترى”.

وصفه مراقبون بأنه “مانديلا أميركا اللاتينية” بسبب تسامحه بعد السجن، و”غاندي العصر الحديث” بسبب زهده، لكنه رفض هذه المقارنات وقال: “أنا مجرد فلاح”.

غادر موخيكا منصبه طوعًا بعد انتهاء ولايته، رافضًا التمديد أو الترشح مرة أخرى، ومؤكدًا أن السلطة “وسيلة لا غاية”. ترك خلفه إرثًا سياسيًا وإنسانيًا لافتًا، ونموذجًا مختلفًا عن رؤساء أميركا اللاتينية. وكالات

Related posts

انتحار طبيب شاب في أسيوط وعميد الكلية يعلّق

رئيس جامعة البترا يفتتح معرض “رواية” ويوم كلية العمارة والتصميم العلمي

وفاة الفنانة القديرة سميحة أيوب