يلتقي عملاقا كرة القدم العالمية والإسبانية، برشلونة وريال مدريد، مرة ثانية اليوم في نهائي كأس الملك في إشبيلية، في أحد الفصول الجديدة من صراعهما الأزلي، ومباراة قد تطلق العنان لآمال مشروع هانزي فليك، أو تمنح قبلة الحياة لكارلو أنشيلوتي.
وتبدو حظوظ البرسا أفضل بسبب مستواه ولعبه ومعنوياته والنتائج، فقد فاز على الريال في البرنابيو برباعية نظيفة وفي نهائي كأس السوبر الإسباني بخمسة أهداف لاثنين، لكن الكلاسيكو دائما غير متوقع ويتخطى كل هذه الأشياء.
لا تقبل هذه المباراة القسمة على اثنين ويحسمها أداء النجوم الكبار، لكنها تأتي في وقت يغلب عليها الإنهاك البدني عقب موسم جهنمي.
يخوض برشلونة المباراة وكل جبهاته مفتوحة: يتصدر الدوري، وتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال، وعلى بعد خطوة واحدة من لقب الكأس، فيما سيلعب الريال المباراة وكأنه يسير على نصل مسنون، فلا وجود هامش لأي خطأ في لا ليجا، حيث تفصله أربع نقاط عن البرسا، وتعرض للإقصاء من ربع نهائي دوري الأبطال بعد تفوق مبهر من أرسنال ذهابا وإيابا.
وستكون هذه ثامن مواجهة في نهائي الكأس بين العملاقين. وفاز الريال في أربع مواجهات، مقابل ثلاثة للبرسا. مع ذلك، فملك كأس الملك في إسبانيا هو البرسا بـ31 لقبا مقابل 21 للريال.
وسيعاني هانزي غليك من غياب اثنين من لاعبيه الأساسيين وهما المصابين أليخاندرو بالدي وروبرتو ليفاندوفسكي، الذي ستكون هذه المباراة الـ15 التي سيغيب عنها عن الفريق منذ وصوله إلى البرسا في صيف 2022.
وتمكن البرسا من الفوز بـ13 مباراة من دونه، وتعادلوا في المباراة المتبقية، بل وكان من ضمنها انتصارات كبيرة هذا الموسم مثل الفوز على مايوركا 5-1 وبيتيس بالنتيجة نفسها وبخماسية نظيفة على فالنسيا في ميستايا.
كذلك، سيستمر غياب مارك بيرنال الذي أصيب في بداية الموسم، ومارك كاسادو الذي كان من ضمن مفاجآت الموسم، لكن سيعود إلى القائمة مارك أندريه تير شتيجن الذي غاب منذ 22 أيلول (سبتمبر)، بيد ان فويسيتش تشيزني سيلعب أساسيا.
وفي الجانب الأيسر سيغطي جيرارد مارتين غياب بالدي في الرواق الأيسر، الذي يتميز دفاعيا لا هجوميا، لكنه أدى ما عليه دائما كلما تحتم عليه تعوض الظهير الأساسي.
بالنسبة إلى ثلاثي الدفاع المتبقي فيقدمون أداء ممتازا هذا الموسم، فجول كوندي يلعب بشكل رائع ويتواصل بشكل جيد يمينا مع لامين يامال، أما باو كوبارسي فقدم أداء صلبا وهو نفس ما ينطبق على إنييجو مارتينيز.
في منتصف الملعب، لا شك أن بيدري جونزاليس يلعب بدوره المعهود في البناء والاستعادة وكونه أحد مرجعيات الفريق. سيصاحبه فرينكي دي يونج، الذي بعد بداية موسم معقدة بإصابة في الكاحل، تمكن من العودة والتألق.
وأمامه غالبا سيأتي داني أولمو الذي لعب دورا حاسما في آخر انتصارين للبرسا في الليجا، فتسبب في ضربة جزاء أمام سيلتا في الدقائق الأخيرة، وسجل الهدف الأخير أمام مايوركا.
يمينا سيظهر لامين يامال، الظاهرة الخارقة، ويسارا سيلعب رافينيا المتألق هو الآخر، فيما سيفتح فيران توريس المساحات.
وإن كان فليك قد نجح في إخراج أفضل نسخة من أغلب لاعبيه، فأنشيلوتي لا يلاقي نفس الحظوظ، فأهم لاعبيه ليسوا في مستوى أفضل مما كانوا عليه في الموسم الماضي، وتعرض فريقه لـ12 هزيمة لهذا الموسم.
وتعرض الريال لإصابات وغيابات كبيرة ذات ثقل في الدفاع مثل داني كارفاخال وإيدير ميليتاو، من دون أن يجلب النادي التعزيزات اللازمة، إذ لجأ فقط إلى الناشئين ومنهم راؤول أسينسيو الذي ظهر كحل طارئ.
مع ذلك، قبل النهائي، تتعقد الأمور أكثر مع أنشيلوتي بسبب إصابة الفرنسي إدواردو كامافينجا في المباراة الأخيرة، ما قد يفسد خطته، لأنه على الأرجح كان سيكون المنوط بإيقاف لامين يامال.
وسيكون على أنشيلوتي الاخيتار بين فيرلان ميندي العائد من الإصابة وفران جارسيا لمواجهة هذه الأزمة، لكن الشك سيظل قائما حتى آخر لحظة.
التشكيل المحتمل
برشلونة: تشيزني، كوندي، كوبارسي، إنييجو مارتينيز، جيرارد مارتين، دي يونج، بدري، لامين جمال، داني أولمو، رافينيا، فيران توريس.
ريال مدريد: كورتوا، فيدي فالفيردي، أسينسيو، روديجر، ميندي، تشواميني، سيبايوس، بيلينجهام، رودريجو، فينيسيوس، مبابي.
الحكم: ريكاردو دي بورجوس بينجويتشيا.-(وكالات)
