في زمن تتسابق فيه الشركات نحو الربح السريع، تبرز شركة عرموش للاستثمارات السياحية كعلامة فارقة في عالم الأعمال الأردني، لأنها لم تجعل من النجاح غاية تجارية فحسب، بل سعت إلى ترك أثر تنموي وإنساني عميق في كل محطة من محطات مسيرتها.
فقد استطاعت هذه الشركة، ومنذ تأسيسها، أن تتحول من مجرد كيان اقتصادي إلى ركيزة تنموية فاعلة تعزز من بنية الاقتصاد الوطني وتسهم في بناء الإنسان والمكان على حد سواء.
لكن ما يميز شركة عرموش عن غيرها هو أنها تأسست على رؤية تتجاوز مجرد الأرقام والنمو المالي، وجاءت فلسفة الشركة من قناعة راسخة بأن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الوطن وينعكس عليه. ولذلك، ركزت على إقامة مشاريع ذات قيمة مضافة للمجتمع، واختارت بعناية القطاعات التي يمكن أن تحدث فرقًا في حياة الناس، خاصة في المحافظات التي تحتاج إلى تنمية متوازنة.
وقد ساهمت استثمارات الشركة في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي من خلال خلق مئات فرص العمل للشباب الأردني، وتحديدًا في المناطق النائية، ما جعل منها نموذجًا في دمج التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
الا ان مدينة العقبة كانت لها فيها بصمة مختلفة فقد ساهمت الشركة بشكل مباشر في تنشيط القطاع السياحي والخدمي في المدينة، وارتبط اسمها برؤية واضحة لتنمية شاملة للمنطقة، فمشاريعها هناك لم تقتصر على البناء، بل شملت استثمارات استراتيجية في البنية التحتية السياحية والخدمات المساندة، مما عزز من مكانة العقبة كمقصد رئيسي على خارطة السياحة الوطنية.
اما على صعيد إنجازات فشركة عرموش أيضًا انشأت الأكاديمية الأردنية للعلوم البحرية، والتي تمثل واحدة من أهم المبادرات التعليمية المتخصصة في المنطقة، وجاءت هذه الخطوة لتسد فجوة حقيقية في السوق، ولتفتح أبوابًا جديدة أمام الشباب الأردني الطموح في قطاع النقل البحري، عبر برامج تدريبية حديثة وشهادات معترف بها دوليًا.
فكانت رسالة الشركة الاستثمار في الإنسان، وليس فقط في الحجر، يعكس جوهر فلسفة الشركة القائمة على التمكين وليس التوظيف فحسب، وعلى بناء الكفاءات وليس استهلاك الموارد.
من جهة اخرى لم تفصل شركة عرموش نفسها عن محيطها، بل كرست مبدأ الشراكة المستدامة مع المجتمع المحلي. تبنت الشركة سياسات واضحة في التشغيل المحلي، ودعم المبادرات الخيرية، وتعزيز تمكين المرأة والشباب، وشاركت في حملات بيئية وصحية وتعليمية على مدار سنوات.
فالشركة اليوم تضع في مقدمة أولوياتها الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، وتخصص جزءًا من أرباحها لدعم المبادرات التي تعود بالنفع على شرائح المجتمع المختلفة.
الا ان طموح شركة عرموش لازال يتجاوز الحاضر، إذ تواصل العمل على خطط توسعية مدروسة، تعتمد على تنويع الاستثمار وتعميق التأثير الإيجابي في القطاعات الحيوية، فتسعى الشركة إلى دخول مجالات جديدة تدعم الاقتصاد الأخضر، وتستثمر في التقنية الحديثة لخدمة قطاعات السياحة والتعليم والنقل.
ومع عالم تتغير فيه المعادلات بسرعة، تبقى شركة عرموش للاستثمارات السياحية ثابتة على مبادئها، تمضي بهدوء وثقة، تزرع حيث تمر، وتبني حيث تستثمر وهي ليست مجرد شركة، بل قصة نجاح وطنية تروى، وركيزة حقيقية لاقتصاد أردني متين ومجتمع منتج ومسؤول.