بينما يكافح الذكاء الاصطناعي التقليدي مع البيئات غير المتوقعة لأنه يفتقر إلى القدرة الحقيقية على التكيف، يمكن لنظام البيولوجي أن يستجيب لمحيطه بشكل أكثر سلاسة، ويتعلم من التفاعل المباشر بدلًا من بيانات التدريب الثابتة.
قبل بضع سنوات، قام العلماء بتعليم مجموعة من الخلايا العصبية الاصطناعية كيفية لعب بعض الألعاب البسيطة. وكان ذلك غريبًا بما فيه الكفاية في ذلك الوقت.
ولكن الآن، ارتفعت مستويات تعلم هذه الخلايا، فهي لا تلعب الألعاب فحسب، بل تشكل أيضًا الأساس لأول كمبيوتر بيولوجي في العالم الذي تم الكشف عنه منذ أيام تحت إسم CL1.
الذكاء البيولوجي الاصطناعي
قد تتوقع أن يكون CL1 حاسوبًا عملاقًا ضخمًا من الخيال العلمي، لكن الأمر ليس كذلك. فآلة CL1 عبارة عن وحدة أنيقة ومستقلة تدمج الخلايا العصبية البشرية مع أجهزة السيليكون والأجهزة الإلكترونية.
وتعمل هذه الخلايا على تخزين البيانات وتتعلم بشكل ديناميكي، تمامًا مثل الشبكات الموجودة داخل دماغ الإنسان. وبينما تعتمد نماذج الذكاء الاصطناعي التقليدية بغض النظر عن مدى تعقيدها على الحوسبة ومجموعات البيانات الضخمة.
تقوم CL1 بشيء مختلف تمامًا، فهي تعالج المعلومات بيولوجيًا، وتعدلها في الوقت الفعلي دون الحاجة إلى آلاف وحدات معالجة الرسوميات التي تعمل على معالجة بيتابايتات البيانات، ويكمن السر في تقنية تسمى الذكاء البيولوجي الاصطناعي تجمع بين الإدراك البشري وكفاءة الآلة.
طريقة العمل
جرى وضع الخلايا العصبية المزروعة في المختبر على مجموعة من الأقطاب الكهربائية، حيث يتم تغذيتها بإشارات كهربائية وتستجيب عن طريق تقوية أو إضعاف الاتصالات، تمامًا مثل كيفية حدوث التعلم في الدماغ البشري.
وعلى عكس نماذج الذكاء الاصطناعي الجامدة التي تتطلب قواعد مبرمجة مسبقًا، تتكيف خلايا CL1 بشكل عضوي وتكتشف بنفسها ما يجب القيام به. وقد يكون لهذه القدرة على التكيف آثار عميقة في مجال اكتشاف الأدوية على سبيل المثال، حيث يمكن للباحثين اختبار كيفية تفاعل الخلايا العصبية مع المركبات المختلفة في الوقت الحقيقي؛ ما قد يؤدي إلى تسريع علاجات أمراض مثل الزهايمر وباركنسون.
كفاءة الطاقة
هناك أيضًا ميزة عملية يتميز بها CL1 وهي كفاءة الطاقة، فالذكاء الاصطناعي كما نعرفه متعطش للطاقة. فنماذج مثل GPT-4 تتطلب مستودعات من وحدات معالجة الرسومات التي تستهلك الكهرباء بمعدل ينذر بالخطر. على النقيض من ذلك، فإن CL1 هو أعجوبة بيولوجية، ويستخدم نفس الطاقة تقريبًا مثل جهاز كمبيوتر ألعاب متطور.
وقد يجعل هذا التحول من الشبكات العصبية الاصطناعية إلى الشبكات البيولوجية الفعلية لتطوير الذكاء الاصطناعي أكثر استدامة بشكل كبير.
أخبار ذات علاقة
ولا بد من الإشارة إلى أن الشبكات العصبية الحية داخل CL1 متخصصة للغاية، ومبنية لمعالجة المعلومات وليس الفكر الواعي.
ولكن مع تقدم التكنولوجيا، سوف تزداد هذه الخلايا قدرة. لذلك وضعت شركة كورتيكال لابز المطورة لـ CL1 ضمانات أخلاقية لضمان بقاء تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد على الخلايا الحية ضمن المعايير الخاضعة للرقابة.
