تتطلب حماية صحة الدماغ، تناول نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتحسين جودة النوم، لكن بين الخبراء أن هناك إجراءات إضافية لتعزيز أداء دماغك وحمايته من التدهور، من خلال إرساء عادات جيدة في سن مبكرة قدر الإمكان، حتى في مرحلة المراهقة والعشرينات، الأمر الذي قد يعزز الصحة البدنية مدى الحياة، ويمنع التدهور المعرفي مستقبلا.
- البحث عن العلاقات الإيجابية: كشفت واحدة من أطول الدراسات في العالم، أي دراسة هارفارد لتنمية البالغين، التي تابعت العائلات ذاتها لمدة 86 عاما، سر عيش حياة أطول وأكثر سعادة مع دماغ يعمل بشكل جيد، من خلال بناء العلاقات الإيجابية والمرضية.
قال الدكتور روبرت والدينغر، مدير الدراسة وأستاذ الطب النفسي بكلية الطب في جامعة هارفارد، في كتابه الشهير Ted Talk للعام 2022: “يبدو أن العلاقات الدافئة تجعل الناس أقوى جسديا، وتحافظ على أدمغتهم مع تقدمهم في السن. وتبين أن العلاقات الجيدة هي بمثابة منظمات للضغط”، وفق ما نشر على موقع “سي إن إن”.
ربطت العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة بالتالي: الوفاة المبكرة، القلق، الاكتئاب، أمراض القلب، السكتة الدماغية، السكري من النوع الثاني، الخرف.
وأوضح رودي تانزي، وهو أستاذ علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة هارفارد، ومدير وحدة أبحاث علم الوراثة والشيخوخة في مستشفى ماساتشوستس العام ببوسطن أن “الوحدة، لا تعني مجرد البقاء وحيدًا، بل أن تكون وحيدا وألا ترغب بذلك، ما يزيد من خطر الإصابة بمرض “ألزهايمر” بمقدار الضعف”. - التركيز على الخصر لا على الوزن فقط: مع نمو حجم بطن الشخص، تظهر الدراسات أن مركز الذاكرة في الدماغ يتقلص، ويمكن أن تظهر العلامات المميزة لمرض “ألزهايمر”، أي لويحات بيتا أميلويد وتشابكات تاو. كما قد تبدأ هذه المسيرة المتسارعة نحو الخرف في وقت مبكر من عمر الأربعينات والخمسينات لدى الفرد، أي قبل ظهور أي تدهور إدراكي، بحسب الباحثين.
وتلتف دهون البطن المعروفة أيضا باسم الدهون الحشوية، حول الأعضاء الحيوية في عمق البطن، وغالبا ما تؤدي إلى توسيع محيط الخصر، رغم أن بعض الأشخاص النحيفين لديهم أيضا دهون حشوية يمكن اكتشافها عن طريق فحص الجسم.
أوضح طبيب الأعصاب الوقائي الدكتور كيليان نيوتيس، الذي يبحث في الحد من مخاطر مرض “ألزهايمر” ومرض باركنسون في معهد الأمراض العصبية في بوكا راتون، فلوريدا “أن الدهون الحشوية غير صحية من الناحية الأيضية، وتفرز الكثير من المواد الكيميائية الالتهابية التي يمكن أن تسبب ضمور الدماغ، وتؤثر على الإدراك”.
من جهته، قال طبيب الأعصاب الوقائي د. ريتشارد إيزاكسون، مدير الأبحاث في معهد الأمراض العصبية: “إنه من المهم تتبع نسبة الدهون في الجسم مقابل كتلة العضلات، حيث إن كتلة العضلات الهزيلة تحرق الدهون بكفاءة أكبر. نريد أن يكتسب الناس العضلات ويفقدوا الدهون في الجسم، فهذه هي الطريقة للحصول على صحة الدماغ المثالية”. - تتبع نسبة السكر في الدم: تعتبر الدهون الحشوية مساهما رئيسيا في مقاومة الإنسولين أيضا، أو عدم قدرة خلايا العضلات والدهون والكبد على الاستجابة لهرمون الإنسولين. يعد الأنسولين مهما لنقل الغلوكوز من الدم إلى الخلايا، ضمن الخلايا العصبية في الدماغ، حتى يتمكن الجسم من استخدامه للحصول على الطاقة.
عندما تتوقف الخلايا عن الاستجابة بشكل صحيح للإنسولين، ترتفع مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى إنتاج المزيد من الإنسولين بواسطة البنكرياس. يمكن أن تتسبب المستويات العالية من الإنسولين والغلوكوز في الدم بأمراض القلب والكلى، ومرض السكري من النوع 2، وتلف مركز الذاكرة في الدماغ.