أعلن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن وفدا إسرائيليا غادر للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقد أعلن مسؤولون إسرائيليون وآخرون من حماس أنهم توصلوا إلى اتفاق جديد يقضي بتبادل جثث الأسرىالإسرائيليين مقابل إطلاق سراح 602 أسير فلسطيني كان من المفترض الإفراج عنهم الأسبوع الماضي. ووفقًا لتقرير نشرته عرب نيوز، فإن هذا الاتفاق يساعد في الحفاظ على الهدنة الهشة على الأقل حتى نهاية الأسبوع.
وكانت إسرائيل قد أجلت إطلاق سراح 602 أسير فلسطيني منذ يوم السبت الماضي، بحجة سوء معاملة الأسرىالمفرج عنهم من قبل حماس. من جهتها، أدانت حماس هذا التأخير ووصفته بأنه “انتهاك خطير” لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضحت حماس أن المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار لن يكون من الممكن المضي فيها إلا بعد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. هذا الجمود هدد الهدنة بين حماس وإسرائيل، حيث تقترب المرحلة الأولى من اتفاق الستة أسابيع من نهايتها خلال عطلة نهاية الأسبوع.
اتفاق جديد خلال محادثات القاهرة
لكن مساء الثلاثاء، أعلنت حماس عن التوصل إلى اتفاق جديد لحل هذا الخلاف خلال زيارة وفدها إلى القاهرة برئاسة خليل الحية، أحد كبار المسؤولين السياسيين في الحركة.
ويبدو أن هذا التقدم سيمهد الطريق لاستعادة جثث أربعة رهائن إسرائيليين، بالإضافة إلى الإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين الذين تم تحديدهم في إطار اتفاق الهدنة.
وقالت حماس في بيانها:” كان من المقرر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بالتزامن مع تسليم جثث الأسرىالإسرائيليين، إلى جانب إطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين.”
ويشمل الاتفاق أيضًا الإفراج عن النساء الفلسطينيات والقاصرين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. ووفقًا لبيان صادر عن حماس، فقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق خلال زيارة وفد من الحركة إلى القاهرة، برئاسة خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، حيث التقى الوفد بمسؤولين مصريين كبار.
وأفادت مصادر مطلعة أنه ضمن المرحلة الأولى، تم تحديد يوم الخميس موعدًا لتسليم بقية جثامين الأسرىالإسرائيليين المتوفين.
كما أشارت تقارير إلى أنه، بناءً على اتفاق حماس مع الجانب المصري، سيتم أيضًا الإفراج عن عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
وأكد مسؤول إسرائيلي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن الاتفاق يتضمن استعادة جثث الأسرىالإسرائيليين خلال الأيام المقبلة، لكنه رفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
إلا أن تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت إلى أن عملية التبادل قد تتم في وقت مبكر من الأربعاء 26 فبراير 2025. كما أفاد موقع Ynet أن جثث الأسرىالإسرائيليين سيتم تسليمها للسلطات المصرية دون إقامة مراسم علنية.
إكمال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار
ويهدف الاتفاق الجديد إلى إكمال الالتزامات المتبقية من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي شهدت قيام حماس بإعادة 33 رهينة، من بينهم ثماني جثث، مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 2,000 أسير فلسطيني.
وحتى الآن، تم الإفراج عن 29 أسيرا إسرائيليًا، بالإضافة إلى خمسة مواطنين تايلانديين، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب جثث أربعة أسرى آخرين كان من المقرر تسليمهم يوم الخميس.
ويمكن لهذا التطور أن يمهّد الطريق أمام زيارة مرتقبة لمبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي يتوقع وصوله إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة.
وأعرب ويتكوف عن رغبته في دفع الجانبين إلى التفاوض بشأن المرحلة الثانية، التي تتضمن:الإفراج عن جميع الأسرىالمتبقين المحتجزين لدى حماس. وبدء مناقشات حول إنهاء الحرب.
وكان من المقرر أن تبدأ محادثات المرحلة الثانية قبل عدة أسابيع، لكنها لم تتحقق حتى الآن.
وشدد المبعوث الأميركي خلال فعالية في واشنطن أمس الثلاثاء على استعداده للسفر على وجه السرعة إلى الشرق الأوسط، حيث تنتهي السبت المقبل المرحلة الأولى من الاتفاق بين حماس وإسرائيل.
وخلال الفعالية التي نظمتها “اللجنة اليهودية الأميركية” قال ويتكوف “نحن نحقق تقدما كبيرا. إسرائيل ترسل فريقا في الوقت الذي نتحدث فيه”.
وأضاف “إما أنهم سيذهبون إلى الدوحة أو إلى القاهرة، حيث ستبدأ المفاوضات، مجددا مع المصريين والقطريين” الذين يشاركون مع الولايات المتحدة في الوساطة بين حماس وإسرائيل.
وأكد المبعوث الأميركي أن هذه المحادثات الجديدة تهدف إلى “المضي قدما بالمرحلة الثانية، والتوصل لإطلاق سراح المزيد من الرهائن”، وأوضح أنه “ربما” ينضم إلى هذه المفاوضات يوم الأحد “إذا ما سارت الأمور على ما يرام”، وفق تعبيره.
ووبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل، بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، مما أدى إلى نزوح حوالي 90% من سكان قطاع غزة، فضلًا عن تدمير البنية التحتية والقطاع الصحي في المنطقة بالكامل.- وكالات
