ارتفعت أسعار النفط في التداولات الآسيوية يوم الخميس بعد أن رفعت شركة النفط السعودية الحكومية بشكل حاد أسعار النفط لشهر مارس، لكن الزيادة بالكاد كانت مؤثرة مقارنة بأكبر انخفاض في أسعار خام برنت القياسية خلال ما يقرب من ثلاثة أشهر في اليوم السابق.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 8 سنتات إلى 74.69 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 04:22 بتوقيت غرينتش. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 15 سنتًا إلى 71.18 دولارًا للبرميل.
وكانت أسعار النفط قد انخفضت بأكثر من 2% يوم الأربعاء، حيث أشار ارتفاع كبير في مخزونات الخام والبنزين الأميركية إلى ضعف الطلب، كما قام المستثمرون بتقييم تداعيات جولة جديدة من التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، والتي شملت رسومًا على المنتجات الطاقية.
وانخفضت الأسعار بنحو 10% من أعلى مستوياتها لعام 2025 في 15 يناير، أي قبل خمسة أيام من تولي دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة. ويتوقع المحللون أن تكون الأسواق متقلبة في الأسابيع المقبلة.
وقال محللون من BMI في مذكرة يوم الخميس: “يمكننا أن نتوقع تقلبات كبيرة في الأسعار خلال الأسابيع والأشهر القادمة حيث تسعى الأسواق إلى تقييم تأثير مواقف ترامب السياسية الجديدة، لا سيما فيما يتعلق بإجراءات التعريفات الجمركية”.
وتمكنت الزيادة الحادة في أسعار النفط للمشترين الآسيويين من قبل شركة أرامكو السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، من الحد من عمليات البيع التي حدثت يوم الأربعاء.
وقال توني سيكامور، محلل الأسواق في IG: “بعد عمليات البيع الليلية وأخبار السعودية، من المرجح أن يكون هناك بعض الشراء من المتداولين الذين يغطون مراكز البيع قبل الوصول إلى منطقة دعم قوية بين 70 و68 دولارًا”.
وفرضت الولايات المتحدة الشهر الماضي عقوبات جديدة صارمة على تجارة النفط الروسية، مستهدفة “السفن الظلّية” التي يُعتقد أنها تُستخدم لتجاوز الحظر التجاري. ومنذ توليه منصبه، فرض ترامب تعريفات جمركية على الصين، لكنها كانت أقل حدة من تهديداته أثناء حملته الانتخابية.
وردًا على ذلك، أعلنت بكين يوم الثلاثاء عن فرض تعريفات جمركية على واردات النفط الأميركي والغاز الطبيعي المسال والفحم، إلا أن مشتريات الصين من الولايات المتحدة تعتبر متواضعة نسبيًا، مما يحد من تأثير هذه الإجراءات الجديدة.
وقالت BMI: “في حين أن بعض إجراءات التعريفات الجمركية قد تضع ضغوطًا تصاعدية على أسعار النفط، فمن المرجح أن يكون التأثير الصافي هبوطيًا، نظرًا لتأثيراتها السلبية المحتملة على الاقتصاد العالمي واستعداد ترامب الواضح لتقديم استثناءات للطاقة (للحد من تأثيراتها على الإمدادات)”.- وكالات