أغنى أغنياء العالم يخسرون 108 مليارات دولار وسط ظهور ديب سيك

شهد أغنى 500 شخص على الكوكب تراجعًا إجماليًا قدره 108 مليارات دولار يوم أمس بسبب موجة بيع في قطاع التكنولوجيا أثارتها شركة ديب سيك الصينية المطورة للذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى حالة من الاضطراب في السوق، وفقًا لما ذكرته بلومبرغ.

 

وتكبد المستثمرون في التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي أكبر الخسائر، حيث تبخر 95 مليار دولار من الثروة، ما يمثل حوالي 85% من إجمالي التراجع في مؤشر بلومبرغ للمليارديرات.

الولايات المتحدة تكبدت أكبر الخسائر حيث تحمل سوق الأسهم الأمريكية العبء الأكبر من الضرر وانخفض بنسبة 31 في المئة وهو أكبر تراجع في الأشهر الأخيرة.

 

وأثّر هذا الانخفاض مباشرةً على أغنى الأشخاص في العالم مما تسبب في تقلص ثرواتهم بشكل كبير.

ومن بين المليارديرات الذين تكبدوا أكبر الخسائر يأتي لاري إليسون المؤسس المشارك لشركة أوراكل وجنسن هوانغ المؤسس المشارك لشركة إنفيديا حيث خسر كلاهما أكثر من 20 في المئة من ثروته الشخصية نتيجة انهيار سوق الأسهم.

على الرغم من الدمار المالي تمكن بعض المليارديرات في قطاع التكنولوجيا من الصمود في وجه العاصفة ومن بينهم مارك زوكربيرغ وجيف بيزوس وبيل غيتس حيث شهدوا ارتفاعًا طفيفًا في ثرواتهم ويرجع ذلك إلى استثماراتهم الاستراتيجية وتنويع محافظهم المالية. ومع ذلك تكبد القطاع التكنولوجي خسائر إجمالية مذهلة بلغت 94 مليار دولار.

الهجوم السيبراني الذي شنّته ديب سيك ترك المحللين الماليين في حالة من الفوضى وهم يسعون لتقييم مدى الضرر الكامل. على الرغم من أن التفاصيل لا تزال غير واضحة تشير التقارير الأولية إلى أن الهجوم استغل ثغرات في الأنظمة المالية العالمية مما أدى إلى تشوهات في التداول الخوارزمي تسببت في انهيار أسعار الأسهم.

تكتيكات الهجوم كانت معقدة للغاية حيث استغلت خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة للتلاعب بمشاعر السوق واستغلال نقاط الضعف في البنية التحتية المالية. وقد أثار هذا مخاوف جدية بشأن إمكانية شنّ حروب سيبرانية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي قد تهدد الاقتصاد العالمي مستقبلاً.

تداعيات الهجوم لم تقتصر على الولايات المتحدة بل امتدت إلى الأسواق المالية العالمية حيث سجلت البورصات الدولية انخفاضات حادة. في الصين تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 28 في المئة مما يعكس هشاشة البلاد أمام تهديدات الذكاء الاصطناعي.

في اليابان انخفض مؤشر نيكاي 225 بنسبة 35 في المئة مما زاد المخاوف بشأن الأمن التكنولوجي في الاقتصادات الكبرى. في أوروبا لا سيما في ألمانيا والمملكة المتحدة شهدت الأسواق خسائر تجاوزت 2 في المئة مما أدى إلى محو مليارات من القيمة السوقية
القطاع التكنولوجي كان الأكثر تضررًا بعد الهجوم حيث اعتُبر منذ فترة طويلة ركيزة للاستقرار الاقتصادي. المستثمرون الذين كانوا بالفعل قلقين بشأن التوترات الجيوسياسية والتشديدات التنظيمية على الذكاء الاصطناعي لجأوا إلى عمليات بيع جماعية مما أدى إلى انهيار أسعار أسهم التكنولوجيا.

شركة إنفيديا التي تعد من رواد ثورة الذكاء الاصطناعي شهدت انخفاضًا حادًا في أسهمها مما أدى إلى خسارة عشرات المليارات من قيمتها السوقية خلال ليلة واحدة. شركة أوراكل التي تعد من كبرى الشركات في مجال الحوسبة السحابية والتكنولوجيا تعرضت لهبوط كبير مما أثر بشكل كبير على ثروة لاري إليسون. أما تيسلا ومنصات ميتا فبالرغم من تأثرهما إلا أن التراجع كان أقل حدة بفضل تنوع مصادر الإيرادات وثقة المستثمرين على المدى الطويل.

القطاعات التقليدية لم تكن بمنأى عن الخسائر حيث شهدت الصناعات المالية وتجارة التجزئة والطاقة انخفاضات حادة. قطاع الطاقة تعرض لضربة قوية مع تراجع أسهم النفط والغاز وسط حالة من عدم اليقين بينما واجهت شركات التجزئة الكبرى مثل أمازون تقلبات في قيمتها السوقية مع تزايد مخاوف المستهلكين.

في مواجهة هذه الأزمة أعلنت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية عن فتح تحقيق واسع النطاق للكشف عن الثغرات الأمنية التي سمحت بحدوث مثل هذا الهجوم. مجلس الاحتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة الأمريكية يراقبان الوضع عن كثب بهدف منع المزيد من زعزعة استقرار الأسواق المالية. المسؤولون الحكوميون أعربوا عن قلقهم العميق بشأن تداعيات الهجمات المالية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي مشددين على الحاجة الملحة إلى وضع لوائح تنظيمية دولية لحماية الأسواق المالية من المخاطر الناشئة عن التطورات التكنولوجية.

ورغم الفوضى المالية يتوقع بعض المحللين أن يتمكن قطاع التكنولوجيا من التعافي. لا تزال إمكانات النمو طويلة الأجل للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتحول الرقمي قوية ويتوقع أن تعود ثقة المستثمرين تدريجيًا.

 

مارك زوكربيرغ بدأ بالفعل في استعادة جزء من ثروته بفضل نجاح استثماراته في الذكاء الاصطناعي والمجال الافتراضي. جيف بيزوس وبيل غيتس حافظا على استقرار نسبي في ثرواتهما بفضل تنوع استثماراتهما في مجالات متعددة تشمل الحوسبة السحابية والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا الصحية.

 

أما شركة إنفيديا التي لا تزال تهيمن على صناعة الذكاء الاصطناعي قد تتمكن من استعادة قيمتها السوقية على المدى الطويل إذا استقر شعور المستثمرين.

ومع تزايد المخاوف بشأن الأمن السيبراني المدفوع بالذكاء الاصطناعي تتحرك الحكومات في جميع أنحاء العالم بسرعة لفرض لوائح أكثر صرامة على تطوير

وكان جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، أحد أكبر المتضررين، حيث تراجعت ثروته بمقدار 20.1 مليار دولار بانخفاض 20%، وفقًا للتقرير.

 

كما خسر لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة أوراكل، مبلغ 22.6 مليار دولار، وهو ما يمثل 12% فقط من ثروته. أما مايكل ديل، مؤسس شركة ديل، وتشانغبينغ “سي زي” تشاو، مؤسس بينانس، فقد خسر كل منهما 13 مليار دولار و12.1 مليار دولار على التوالي.

صعود ديب سيك إلى قمة سوق الذكاء الاصطناعي صدم قطاع التكنولوجيا

عملت ديب سيك على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي على مدار العامين الماضيين. لكن العلامة التجارية، التي تتخذ من هانغتشو مقرًا لها، قفزت إلى الساحة الغربية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية عندما تصدر تطبيقها المجاني ديب سيك آر1 متاجر التطبيقات العالمية. وقد شهد التطبيق تدفقًا هائلًا من المستخدمين لدرجة أنه تعرض لانقطاعات واضطر إلى تقييد عمليات التسجيل على المستخدمين الذين لديهم أرقام هواتف صينية، وفقًا لـ بلومبرغ.

ودفعت الصناعة بفكرة أن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة يتطلب استثمارات رأسمالية ضخمة، وفقًا لـ بلومبرغ. ومع ذلك، كشفت ديب سيك أن تدريب نموذجها لم يتطلب أكثر من 6 ملايين دولار من القدرة الحاسوبية باستخدام شرائح إنفيديا H800. للمقارنة، صرح مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ ميتا، يوم الجمعة الماضي بأن شركته تخطط لإنفاق ما يصل إلى 65 مليار دولار على مشاريع الذكاء الاصطناعي هذا العام وحده.

أما بالنسبة لزوكربيرغ،فقد حقق مكاسب ضخمة بفضل استثماراته في الذكاء الاصطناعي. ووفقًا لـ بلومبرغ، فقد نمت ثروته بنسبة 385% لتصل إلى 299 مليار دولار منذ بداية عام 2023 حتى يوم الجمعة الماضي. كما شهد جيف بيزوس زيادة بنسبة 133% إلى 254 مليار دولار خلال نفس الفترة الزمنية.

أرجعت بلومبرغ هذا النمو الهائل إلى التقييمات القياسية لأسهم التكنولوجيا الأمريكية، والتي ساعدت المليارديرات في تحقيق ثروات ضخمة. لكن اللافت أن لا بيزوس ولا زوكربيرغ تأثرت ثرواتهم بتقلبات ديب سيك.

وتفكر الذكاء الاصطناعي وأنظمة التداول الخوارزمية. لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تفكر في تدابير تنظيمية جديدة لمنع التلاعب بالأسواق المالية باستخدام الذكاء الاصطناعي. شركات الأمن السيبراني تتجه نحو تعزيز استراتيجيات الكشف عن التهديدات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمنع وقوع هجمات مماثلة. صناع القرار العالميون يدعون إلى وضع إطار تنظيمي دولي لحوكمة الذكاء الاصطناعي بهدف منع الأزمات المالية الناجمة عن الهجمات السيبرانية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي

Related posts

أرتفاع أسعار الذهب عالميا 

صندوق النقد يُكمل مراجعته الثالثة لبرنامج الأردن الاقتصادي ويتيح 134 مليون دولار

ميتسوبيشي الأردن تحصد جائزة التميز المؤسسي لعام 2024 من بين جميع موزعي ميتسوبيشي موتورز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا