الرئيسية مقالاتالادارة حين لا تهبط بالبراشوت … الجسر العربي انموذجا

الادارة حين لا تهبط بالبراشوت … الجسر العربي انموذجا

من admin3
A+A-
Reset

د. عبدالمهدي القطامين
حين ضربت العرب الامثال فانها لم تكن خبط عشواء وانما بعد تجربة وممارسة وحنكة مرت بهم في ظروف مختلفة وحين قالوا اهل مكة ادرى بشعابها فانهم يعنون ذلك تماما وما ينطبق على شعاب مكة فأنه ينطبق ايضا على كل شعاب الارض وعلى مؤسساتها ووزارتها وهيئاتها ولعلني اليوم اتحدث عن احدى الشركات الرائدة التي اتخذت من العقبة مقرا اداريا لها وهي شركة الجسر العربي للملاحة التي كانت نتاج رؤية اقتصادية عربية مشتركة مثلت انموذجا للتعاون الاقتصادي العربي الناجح فالشركة التي يساهم فيها ثلاثة دول عربية هي الاردن ومصر والعراق ظلت منذ التاسيس تنتمي الى محيطها وتدفع تجاه ان تكون ذات اثر تنموي ومجتمعي اضافة الى بعدها الاقتصادي كونها تشكل جسرا حقيقيا يربط بين اقطار الامة التي ادمتها الانكسارات والحروب والاقتتال الذي عصف بالمنطقة فيما يعرف بالربيع العربي وحين عصفت جائحة كورنا بحركة النقل والانتقال والسفر كانت الشركة على المحك وفي صراع مع البقاء لولا ان قيض لها ان تفكر بطريقة استراتيجية جديدة تجعل من التحدي فرصا للنماء تمثل بتسيير مراكبها واسطولها البحري في بحار العالم المختلفة بحثا عن الرزق والذي استطاع ان ينقذها من مصير بدا غامضا انذاك
احد موظفيها الذي تدرج فيها من موظف في قسم الديوان الى شؤون الموظفين الى العلاقات التجارية الى الادارة العامة كان وراء اسباب النجاح لانه كان يدرك كل تفاصيل العمل من البر الى البحر ومن البحر الى البر واكد اجزم ان الكثيرين لا يعرفونه فهو يعمل بصمت وروية وحكمة وكثيرا ما يقول لن اتحدث فالارقام وحدها من تؤكد نجاح او عدم نجاح المسيرة ولعل الارقام هذا العام تبشر بخير وفير اذ حققت الشركة اعلى نسبة ارباح منذ تاريخ التاسيس عام 1985
عدنان العبادلة مدير عام الجسر العربي يمثل النموذج الطيب لابن لبلد المنتمي الى عمله غير الباحث عن الشو او شوفيني يا بنت الخال نهض بالشركة في عز معركتها مع البقاء ابان كورونا خرج عن المألوف وفكر ومعه الادارة التي يقود ليصل الى قرارات كانت جوهرية في تاريخ الشركة وقدرتها على الصمود والتحدي والبقاء والنمو ليخرج من التنظير العملي في تحليل “السوات ” الذي اعتدنا ان نراه في الكثير من “البرزنتيشنات ” الانيقة التي لا تبارح موقعها على الورق الى ايجاد معادلة جديدة قوامها اعمل ثم اعمل ثم اعمل ولكن بروية وبغير تلك التقليدية التي اعتادت عليها مؤسساتنا فنجحت الجسر وعبرت الى الضفة الاخرى التي هي ضفة التقدم والازدهار
ليس كل شيء في بلدي سيء كما يتوهم البعض فهناك الكثير من قصص النجاح التي تحترم وتقدر ويرفع لها العقال ولعل شركة الجسر العربي احد هذه القصص المثيرة في الادارة العامة الاردنية التي تؤكد مقولة ان اهل مكة ادرى بشعابها
عدنان العبادلة ” ابو احمد ” كفيت ووفيت واثبت ان الاردنيين قادرين على البناء عندما تتوفر الادارة الجريئة والارادة التي لا تلين

شاهد ايضا

خبر جديد عن أفاق للاعلام

الاكثر قراءة هذا الاسبوع

الاكثر قراءة هذا في 24 ساعة

الاحدث