الرئيسية المنوعاتمن الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا.. قائمة لأفضل الأفلام في 2024

من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا.. قائمة لأفضل الأفلام في 2024

من admin3
A+A-
Reset

في عام 2024، شكّلت السينما الشرق أوسطية حضورًا لافتًا في المشهد السينمائي العالمي، حيث استطاعت من خلال مجموعة متنوعة من الأفلام أن تطرح قضايا اجتماعية وسياسية معقدة بأساليب فنية مبتكرة. بين الأفلام الوثائقية التي أعادت إحياء الذاكرة الجمعية مثل الفيلم “عمل فدائي”، والأفلام الروائية التي تناولت الصراعات الفردية والجماعية مثل “معطرا بالنعناع” و”البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”، قدمت هذه الأعمال قصصًا تحمل في طياتها أبعادًا إنسانية وتجارب حياتية عميقة.

تميزت هذه الأفلام بالجرأة في الطرح والبساطة في التناول، بعيدًا عن التكلف الفني أو الاستعراض، ما جعلها قادرة على لمس قلوب الجمهور ونقل رسائلها بشكل مباشر وواضح. بفضل هذا التنوع والأسلوب الواقعي، أصبحت السينما الشرق أوسطية في 2024 أكثر تأثيرًا وقربًا من قضايا المجتمعات التي تنتمي إليها.
وعلى مدار العام، ظلت هذه السينما في طليعة المشهد الثقافي، تعكس أهمية سياسية وفنية غير مسبوقة منذ أيام الربيع العربي. ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في حروبه، بدا الغرب عاجزًا عن التعامل مع هذه الموجة السينمائية المتمردة.
تمكنت هذه الأفلام من أن تصبح مرآة تعكس روح العصر الثقافي، متميزة عن الإنتاج السينمائي السائد الذي بات يركز على الترفيه والتجارة. ومع اتساع الفجوة بين السينما السائدة والمستقلة، أصبحت عملية جسر هذه الهوّة شبه مستحيلة.
وبينما شهدت العلاقات السينمائية بين مصر والسعودية تطورًا ملحوظًا، أبرزها إنتاج فيلم “ولاد رزق 3″، الذي حقق إيرادات قياسية في تاريخ السينما المصرية، وحوّل إلى واجهة دعائية لمدينة الرياض.
وقدمت مصر مجموعة من الأعمال التي تهدف للتسلية وسط الأزمات الاقتصادية المتفاقمة، بينما واصلت السعودية استثماراتها في البنية التحتية للإنتاج الفني، بافتتاح أضخم استوديوهات السينما والتلفزيون في الخليج لتعزز مكانتها كسوق رئيسي للأفلام في المنطقة.
في المقابل، لم تتمكن السينما التجارية في بقية دول المنطقة من ترك تأثير حقيقي، إذ ظلت مقيدة بالرقابة الذاتية وضعف الدعم الحكومي، في ظل تعامل حذر وعدائي مع السينما كوسيلة تعبير.
أفلام التحدي
كل فيلم من الأفلام التالية واجه عقبات كبيرة للوصول إلى الشاشة؛ ومع ذلك، سعى كل فيلم إلى جذب جمهور واسع، وتمثل هذه الأفلام بشكل جماعي عملًا شجاعًا من التحدي ضد الشمولية، وضد الضغوط السوقية القمعية، وضد المعايير المرهقة لصناعة السينما التي تسعى جاهدة لإيجاد أهميتها.
“معطرا بالنعناع”
أول ظهور إخراجي للمصور السينمائي المصري الموهوب محمد حمدي، عبارة عن قصة رمزية في الغلاف الجوي حول مجموعة من الرجال الذين يكافحون لاحتواء نمو النعناع على أجسادهم والذي لا يمكن تفسيره.
تجذب رائحة النعناع الظلال المنذرة بمطاردة الأشخاص العزل الذين فقدوا كل إرادة للرد.
تم تصويره بالكامل في سلسلة من الإطارات الثابتة الطويلة التي تشير بشغف إلى أعمال المخرج البرتغالي بيدرو كوستا، وينتهك فيلم حمدي الجريء والمتمرد قواعد رواية القصص الكلاسيكية المرتبطة منذ فترة طويلة بالسينما المصرية. الفيلم يتناول موضوعات الخوف والصدمات الذي سيطر على الجيل المكسور من ثورة 2011 بأسلوب غير تقليدي.
“أغنية كل النهايات”
صانع الأفلام والمصور الإيطالي جيوفاني لوروسو، صنع فيلما يتتبع حياة عائلة مكونة من ستة أفراد في مخيم شاتيلا. نكتشف عائلة حزينة على فقدان ابنتها الصغرى التي توفيت خلال انفجار ميناء بيروت 2020.
وبالمثل، يعد استحضار أفلام كوستا في أسطورته عن السكان المهمشين، السمة الأولى للمصور الإيطالي الذي تحول إلى مخرج ليقدم صورة انطباعية أحادية اللون بلا حبكة لعائلة تقيم في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين المتهدم.
يتكون العمل المحدود للفيلم إلى حد كبير من الوجود اليومي للعائلة التي يغطي سكونها حزنًا غامرًا ناتجًا عن فقدان ابنتهما الصغرى في انفجار بيروت 2020.
الابتعاد عن الفتنة المعتادة المرتبطة بتصوير الفقر في السينما العربية حول فيلم لوروسو المؤلم لمرثية من الحياة غير المرئية والمنسية المعلقة للحظات في عالم منهار. وفي عام 2023، أدى الإخلاء الأخير للمخيم في أعقاب هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلية على جنوب لبنان في أكتوبر الماضي إلى إضفاء صبغة إضافية من التعاطف على الصورة.
“الشرق 12”
“ذات مرة، كان هناك أناس خائفون لدرجة أن خيالهم هرب”، بهذه العبارة يبدأ العمل الثاني للفنانة التشكيلية والمخرجة هالة القوصي، الذي يُقدم كحكاية موسيقية عن شاب يسعى للتحرر من بلدته الصغيرة الخيالية التي تعاني من الفقر والحكم الاستبدادي.
تم تصوير الفيلم بالأبيض والأسود، مع مزج تأثيرات متنوعة، بدءًا من الشعر العربي العامي لصلاح شاهين والمسرحيات الموسيقية المصرية في الأربعينيات، وصولًا إلى الرمزية السياسية المستخدمة في سينما نوفو البرازيلية.
“الشرق 12” هو أكثر الأعمال السينمائية ابتكارًا لهذا العام من الناحية الشكلية، حيث يقدم استعارة سياسية ضد الواقعية تتناول واحدًا من أكثر الأسئلة الملحة التي تواجه الفن في الشرق الأوسط اليوم: هل يمكن للفن أن يكون وسيلة للتمرد أم أنه مجرد أداة في يد الاستبداد لتنويم الجماهير؟
على غرار فيلم معطر بالنعناع، تعتمد القوصي على الخيال لتجاوز قيود الرقابة، لتضيف بعدا جديدا للسينما السياسية.
“من المسافة صفر”
مجموعة من الأفلام القصيرة تجمع بين الروائيّ والوثائقيّ والتحريكيّ. ويروي مخرجوها تجاربهم الخاصّة أو تجارب غيرهم وقصص فقدان منازلهم وعائلاتهم وتهجيرهم منذ بداية العدوان الإسرائيليّ، والتي عرضت لأول مرة في الدورة الخامسة لمهرجان عمّان السينمائي الدولي- أول فيلم.
وينافس المشروع السينمائيّ الجماعيّ “من المسافة صفر”، ضمن القائمة الأولى على جوائز الأوسكار، والّتي تتضمّن 15 فيلمًا دوليًّا. واختير المشروع الّذي تضمّن 22 فيلمًا قصيرًا عن غزّة للمنافسة على الجائزة، ومن المنتظر إعلان القائمة المختصرة للمسابقة في 17 كانون الثاني/ يناير المقبل.
في أعقاب 7 تشرين الأول/أكتوبر، قام المخرج الفلسطيني المخضرم رشيد مشهراوي بإعارة كاميرات لمجموعة من 22 مخرجا فلسطينيا هاويا لتوثيق معاناتهم اليومية في غزة والتفكير فيها وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي.
والنتيجة مختارات فريدة للغاية من الأفلام القصيرة تتسرب من الألم واليأس والأمل والمرونة التي صورها في النهاية فنانون طموحون لا يزال مصيرهم في خطر. صورة مختلفة وقصص متعددة من الرسوم المتحركة والخيال إلى الواقعية الاجتماعية والحقيقة تفتح بوابة نادرة في حياة الفلسطينيين العاديين وهم يكدحون للفهم والتكيف مع الموت والدمار الذي لا مفر منه المحيط بهم.
التفاؤل والمثابرة، الذي صاغه صناع الأفلام في غزة كشكل من أشكال المقاومة، يجعل بعضًا من أقوى اللحظات في أي فيلم هذا العام، يتحدى ماهية السينما وماذا يمكن أن تكون.
“ماء العين”
الفيلم التونسي “ماء العين” للمخرجة مريم الجبور يدور حول عائلة تونسية قروية، تنقلب حياتها بعد التحاق ابنيها الكبيرين بتنظيم داعش، تتناول العبء الهائل للأمومة، والقوة الجامحة للذكورة المتهورة، والخسارة المدمرة للبراءة.
يعتني الفيلم بالمشاعر المتباينة والرابطة العميقة الغريزية بين أم وابنها، وفي حوار عميق وسرد لا يهمل تفاصيل الحياة اليومية في المزرعة، يرسم الفيلم بمهارة مأساة عائلية تنتهي بمأساة أكبر، مع أن محوره الرئيسي منصب على عودة الابن الضال، ومعه زوجة غريبة الأطوار.
“كعكتي المفضلة”
دراما كوميدية دقيقة، تقدم تصويرًا ساحرًا حول الرومانسية المتفجرة بين أرملة وحيدة ومسنة من الطبقة المتوسطة، وسائق سيارة أجرة مسن تقابله بالصدفة.
الفيلم الثالث للمخرجين الإيرانيين مريم مقدم وبهتاش صناعي، في قصته الرئيسية للفيلم تركز على ماهين (ليلي فرهدبور)، امرأة في السبعين من العمر فقدت زوجها منذ سنوات طويلة، وعاشت وحيدة بعد سفر أبنائها للخارج. رغم الوحدة، ترفض ماهين الاستسلام لحياة رتيبة، فهي ما زالت تتطلع إلى الحب والحياة. تقضي وقتها بين المتنزهات ومطاعم المتقاعدين، آملة أن تجد شريكًا يملأ حياتها بالبهجة.
يلتقي مسار حياتها بفرامرز (إسماعيل محرابي)، وهو عضو سابق في القوات المسلحة يعمل الآن سائق تاكسي. يثير إعجابها، فتدعوه إلى منزلها لتناول الحلوى. تتطور الأمور بينهما في جو يغمره الحنين إلى الماضي، حيث يتذكران أيام شبابهما المفعمة بالغناء والرقص على أنغام الموسيقا، ويتشاركان لحظات من الضحك والمرح.
لكن هذه الليلة الدافئة والمليئة بالضحكات تتحول فجأة إلى ليلة قاتمة تحمل صدمة غير متوقعة. تبدو نهاية الفيلم غير مبررة أو متسقة مع بداية القصة التي بدأت بطابع رومانسي شجي. المخرجان اختارا أن يُحمّلا النهاية رسالة سياسية عن قمع النظام الإيراني، لكنها جاءت على حساب تصديقنا للقصة وتفاعلنا مع شخصياتها.
“إلى أرض مجهولة”
في عام تحكمه القصص الفلسطينية، جاء الفيلم الروائي الأول للمخرج الدنماركي الفلسطيني مهدي فليفل، الحائز على جوائز، يتناول قصة شجاعة للاجئين الفلسطينيين من مخيم شاتيلا، وهم يناضلون من أجل الفرار من اليونان إلى الملاذ الوهمي في أوروبا الغربية.
امتدادًا لفيلمه القصير “زينوس” لعام 2014، يمزج فليفل بين الواقعية الجديدة وسينما النوار، من خلال فيلم يعكس قوة فليفل الإنسانية، التي تخلو من أي إحساس بالضحية، الوكالة التي يمنحها لشبابه ليكونوا كما هم: مدمنون محتالون، وقطاع طرق عنيدون يندفعون إلى الأبد في مسعى خيالي للعثور على منزل لا يمكنهم الوصول إليه أبدًا. رجال معيبون بشدة عالقون إلى ما لا نهاية في معركة سريالية من أجل البقاء.
الفيلم يستعير عناصر من السيرة الذاتية لمهدي فليفل، ولكن بطريقة تتجاوز التوثيق البسيط. بدمج الخيال مع تجاربه الشخصية وقصص الناس الذين التقى بهم خلال سنوات عمله في الوثائقي، إذ نجح فليفل في خلق عمل يحمل طابعاً عالمياً رغم خصوصيته.
“الذراري الحمر”
في جبال المغيلة بتونس، يسرد فيلم “الذراري الحمر” للمخرج لطفي عاشور حكاية مأساوية تجمع بين العنف الشديد والصمود الإنساني. يروي الفيلم قصة أشرف (علي هلالي)، الفتى الراعي الذي ينقلب عالمه رأساً على عقب عندما يواجه الإرهاب وجهاً لوجه. تبدأ الأحداث برحلة رعي عادية مع ابن عمه نزار، لكنها تتحول إلى كابوس بعد تعرضهما لهجوم جهادي ينتهي بقتل نزار بوحشية، ليعود أشرف إلى قريته حاملاً رأس ابن عمه المقطوع في رسالة تهديد مرعبة.
الفيلم يعتمد على أسلوب سينمائي يجمع بين الواقعية القاسية والشاعرية المؤثرة. وينقل المخرج المشاهد من لحظات البراءة والهدوء إلى رعب صادم دون تجميل العنف، مع الحفاظ على عمق إنساني يُبرز معاناة الشخصيات، خصوصاً أشرف الذي يُصارع صدمة تفوق عمره.
تُظهر مشاهد الفيلم التناقض بين جمال الطبيعة التونسية وقسوة الأحداث، إلى جانب السرد الفردي، يوجه الفيلم نقداً حاداً لإهمال السلطات للمناطق المهمشة ومعاناة ضحايا الإرهاب، مسلطاً الضوء على الكفاح اليومي لهذه المجتمعات للبقاء وسط غياب الدعم والعدالة.
“البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”
تدور أحداث الفيلم حول “حسن” الذي يتورط في حادث غير متوقع، وتتأزم حياته عندما يهاجم كلبه الأبيض الجميل “رامبو” جاره العدواني في لحظة دفاع عن صاحبه. الجار، الذي يسعى لتوسيع مرآبه على حساب منزل حسن ووالدته، يشن حملة انتقامية للتخلص من الكلب. ينطلق حسن ورامبو في رحلة هروب عبر شوارع القاهرة بحثاً عن ملاذ آمن، ما يخلق مغامرة مليئة بالمواقف الإنسانية والدرامية.
يبرز الفيلم من خلال البساطة في السرد والعفوية في الأداء. رامبو، الذي أُدي دوره من قبل كلبين أُطلق عليهما في التتر لقب “إخوة رامبو”، سرق القلوب بحركاته العفوية وعواطفه الواضحة. تصحبنا المشاهد بين توتر المواقف وتعلق حسن العميق بكلبه، ما يجعل الفيلم رحلة مشوقة ومؤثرة عن الصداقة بين الإنسان والحيوان.
رغم بعض العيوب الفنية التي يمكن ملاحظتها في أولى تجارب خالد منصور الإخراجية، إلا أن تلك العيوب لا تنتقص من الجوهر العاطفي للفيلم. القصة ليست جديدة أو طموحة بشكل خاص، وتحتوي على بعض الكليشيهات المعتادة، لكنها تعوض ذلك بالإحساس العميق والصدق الذي يتخلل كل مشهد.
السينماتوغرافيا لعبت دوراً كبيراً في إظهار القاهرة بوجهها الواقعي، مع تصميم بصري بسيط يعزز القصة دون تعقيد. ورغم أن الفيلم لا يحاول أن يكون فنياً أو تجريبياً، فإنه يقدم قصة دافئة عن حب الكلاب ووفائها.
تميز إخراج خالد منصور بالتركيز على التفاصيل الحياتية والبيئة المحيطة، مما يعكس واقعية الحياة في الأحياء الشعبية، فيما التصوير السينمائي يُبرز التباين بين الزحام والعزلة التي يشعر بها البطل، مع استخدام مؤثر للإضاءة والظلال.
“الفيلم عمل فدائي”
استحضر المخرج الفلسطيني التجريبي المخضرم كمال الجعفري، عملاً رائعًا من استعادة الذاكرة الجماعية الفلسطينية من خلال إعادة انتزاع اللقطات التاريخية وإحياء الوجود التصويري الفلسطيني الذي قضى عليه المستعمرون الإسرائيليون.
تم إعداد “الفيلم عمل فدائي” من لقطات نادرة سرقها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1982، وهو مشابه في النية والطريقة لفيلمه لعام 2015، Recollection، ولكنه أكثر اتساعًا في نطاقه، ليمثل صرخة حادة ضد التاريخ الذي تم سرقته وتشويهه، وهو تاريخ يمر بشكل روتيني دون منازع منذ عام 1948.
يتناول الفيلم واقعة الاستيلاء على مركز الأبحاث الفلسطيني وما تبع ذلك من نهب لوثائق تاريخية وصور ثابتة ومتحركة. يقدم الجعفري رؤيته من خلال استخدام مواد أرشيفية موجودة في الأرشيف الإسرائيلي، مما يطرح تساؤلات حول ملكية التاريخ وكيفية استعادته وتفسيره. هذه المواد الأرشيفية يتم التعامل معها بشكل “تخريبي بصري وصوتي”، إذ يعيد المخرج تشكيلها لتصبح أرشيفًا مضادًا يواجه السرد الكولونيالي ويقدم رواية بديلة.
ففي أحد أبرز المشاهد الرمزية من الفيلم الوثائقي الفلسطيني المفاهيمي “الفيلم عمل فدائي” للمخرج الجعفري، يظهر جندي من الاحتلال الإسرائيلي يستعرض عملية منظمة لسرقة قصاصات صحفية، وكتب، وصور جمعتها الأيدي من أنحاء العالم العربي. هذه المواد، التي وثقت شتى جوانب الحياة، تم نقلها إلى إسرائيل ضمن مساعٍ متكررة لمحو الذاكرة الجمعية الفلسطينية.
تعود جذور هذه الغارة المصورة إلى خوف دفين من قوة هذه الوثائق، التي وصفتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية بأنها “دعاية مضادة”، معتبرة أنها تهدد سرديتها وتضعف الأسس التي بنيت عليها الرواية الصهيونية. ويبرز هنا إدراك خفي لتأثير الصورة والكلمة في تغيير القناعات وتحدي الروايات السائدة. ورغم مرور أربعة عقود، بات واضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يعير اهتمامًا لذاكرة فلسطين المصورة.
ويطرح الفيلم رسالة عميقة عن أهمية استعادة السرديات التاريخية المسروقة وضرورة مقاومة الهيمنة الثقافية. من خلال عمله، يطالب الجعفري بحق الفلسطينيين في أرشيفهم وتاريخهم، ويكشف كيف يمكن للفن أن يصبح سلاحًا فعالًا في مواجهة الاحتلال. كما يمثل الفيلم تذكيرًا بقدرة السينما على استعادة الحقوق الثقافية وتحفيز النقاشات حول الهوية والذاكرة.

شاهد ايضا

خبر جديد عن أفاق للاعلام

الاكثر قراءة هذا الاسبوع

الاكثر قراءة هذا في 24 ساعة

الاحدث