شهد عام 2024 قفزات نوعية في التكنولوجيا، مع استخدامات مبتكرة للذكاء الاصطناعي في الأولمبياد، اختبارات الطيران الأولى لسيارات الأجرة الطائرة، وتطوير الهواتف القابلة للطي. وبينما كانت بعض هذه الابتكارات ناجحة، واجه البعض الآخر عقبات كبيرة.
وكان لأحداث التكنولوجيا الكبرى، مثل الألعاب الأولمبية في باريس، ومعرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)، ومعرض Vivatech في باريس، دور بارز في استعراض هذه التقنيات.
من الذكاء الاصطناعي (AI) في الأولمبياد إلى أولى الرحلات التجريبية (وأحياناً الإخفاقات) لشركات سيارات الأجرة الطائرة، كان عام 2024 عاماً لا يُنسى في مجال التكنولوجيا.
عام كبير للتكنولوجيا في الرياضة
تميزت دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 باستخدام تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي على أرض الملعب وخارجها. من روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي لحماية الرياضيين من الجرائم الإلكترونية، إلى إعادة عرض بزاوية 360 درجة للأداء الرياضي باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومنصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة استهلاك الطاقة، استعرضت ألعاب باريس تقنيات حديثة بقوة.
حتى أن اللجنة الأولمبية الدولية أطلقت تقنية لتحديد الرياضيين المحتملين في المستقبل: كشك يقوم بتحليل نقاط القوة والضعف للمستخدم لمعرفة مدى أدائه في 12 رياضة، مثل كرة القدم والجري وتنس الطاولة.
تم استخدام تقنيات جديدة أيضاً وراء الكواليس في الألعاب، بما في ذلك الاستخدام المثير للجدل لبرنامج Cityvision، وهو برنامج ذكاء اصطناعي يكتشف الأشياء المهجورة وحركات الحشود من لقطات المراقبة.
الذكاء الاصطناعي يدخل عالم السيارات
خارج الألعاب الأولمبية، تم دمج الذكاء الاصطناعي في جميع أنواع التكنولوجيا الاستهلاكية هذا العام. ففي معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES) في يناير عندما أعلنت فولكسفاغن عن استخدام سياراتها ID.7 الكهربائية وسيارات Golf GTI لنظام ChatGPT كمساعد صوتي مدمج.
وفي هذا النظام، يمكن للسائقين أن يطلبوا من السيارة تشغيل مكيف الهواء، أو اقتراح أنشطة للأطفال في المقاعد الخلفية، أو العثور على أفضل مطعم يقدم دجاج الزبدة بعد يوم عمل شاق.
شركات أخرى مثل أودي ومرسيدس-بنز الألمانية، وبيجو الفرنسية، وسكودا التشيكية أضافت أيضاً مساعد ChatGPT الصوتي إلى سياراتها.
خلال العام، رأينا طرقاً مبتكرة أكثر لبناء الذكاء الاصطناعي في تجربة القيادة.
فيما استحوذت الشركات الصينية على معرض باريس للسيارات مع أولى استخدامات الذكاء الاصطناعي خلف عجلة القيادة. وكان من أبرزها طراز P7+ من XPeng، الذي وصف بأنه أول “سيارة معرّفة بالذكاء الاصطناعي” في العالم، حيث يتعلم من تفضيلات السائقين على الطريق ويتخذ قرارات ذاتية ليصبح “خادماً متنقلاً”.
وكان هناك طراز آخر هو Leapmotor B10 من شركة Stellantis، وهو SUV كروس أوفر يستخدم برمجيات داخلية مزودة بـ”مساعد قيادة متقدم”، ومقصورة رقمية، وقيادة ذكية.
رحلة سيارات الأجرة الطائرة وإخفاقها
كان من المفترض أن يكون 2024 عام سيارات الأجرة الطائرة، لكن النماذج التي رأيناها في Euronews Next لم تحلّق كما وُعد بها. وقالت شركة Volocopter الألمانية في باريس إنها بدأت رحلات تجريبية لسيارتها الطائرة الكهربائية قبل أولمبياد باريس 2024. إذا سارت الأمور كما هو مخطط، كان من المفترض أن تطلق طائرتها الكهربائية ذات المقعدين VoloCity لنقل الركاب أثناء الألعاب.
لكن الشركة لم تتمكن من الحصول على قرض بقيمة 100 مليون يورو من الحكومة الألمانية لإطلاق طائراتها بشكل دائم، مما قد يعني نقل الإنتاج إلى الصين، وفقاً لتقرير من BBC.
وفي غضون ذلك، عرضت شركات سيارات الأجرة الطائرة الأخرى تقنياتها في معارض مختلفة، مثل مركبة هيونداي ذات الأربعة ركاب التي تعمل بالبطارية في CES أو سيارة Joby الطائرة، التي تم عرضها لأول مرة في معرض فارنبورو للطيران في لندن.
بينما تُعد Joby الأقرب للإطلاق في أوروبا الآن بعد فشل Volocopter، حيث حصلت على ترخيص من المملكة المتحدة هذا العام ويُتوقع أن تبدأ العمليات التجارية في عام 2025.
الهواتف والنظارات الذكية
شهد 2024 ابتكارات مثيرة في الهواتف الذكية والنظارات الذكية المستقبلية، حيث قدمت ميتا نظارات Orion للواقع المعزز التي تعرض تمثيلات رقمية للأشخاص والاتصالات في العالم الواقعي. وأطلقت موتورولا ولينوفو هواتف قابلة للطي يمكن ارتداؤها حول المعصم.
وكشفت سامسونغ عن شاشات OLED قابلة للطي تتمتع بمتانة عالية وتحمل درجات حرارة قصوى وصدمات قوية.