سرطان المعدة هو أحد الأمراض الخبيثة التي تصيب المعدة، والذي ينشأ من نمو خلايا غير طبيعية في بطانة المعدة، ولا يسبب في مراحله المبكرة أي أعراض ملحوظة، مما يجعل تشخيصه صعباً، ومع تقدم المرض، تبدأ الأعراض في الظهور تدريجياً، والتي تختلف من شخص لآخر.
يُشكل سرطان المعدة تهديدًا كبيرًا لصحة الإنسان، إذ يبدأ هذا المرض عندما تنمو الخلايا السرطانية في بطانة المعدة، ثم تنتشر تدريجيًا إلى الأنسجة والأعضاء المجاورة، وعلى الرغم من عدم تحديد سبب واحد واضح لسرطان المعدة، إلا أن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، ومن أهمها العدوى ببكتريا الملوية البوابية، والتي تعد من أهم عوامل الخطر للإصابة بسرطان المعدة، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في التهاب المعدة والقرحة، مما يزيد من احتمالية تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية.
يزداد خطر الإصابة بسرطان المعدة مع تقدم العمر، حيث يعتبر كبار السن أكثر عرضة للإصابة به، والتدخين أيضاً من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان المعدة، وهناك بعض الأنظمة الغذائية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة، مثل الأطعمة المملحة والمخللة والمدخنة، وقلة تناول الفواكه والخضروات.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الوراثية دورًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، حيث أن هناك بعض الطفرات الجينية التي تزيد من الاستعداد للإصابة بهذا المرض، ومن أبرز الأعراض التي يسببها هذا النوع من السرطان، ألم في البطن، قد يكون الألم مستمرًا أو متقطعًا، فقدان الوزن دون سبب واضح، صعوبة في البلع، الغثيان والقيء، خاصة بعد تناول الطعام، والشعور بالشبع بعد تناول كميات قليلة من الطعام.
يتم تشخيص سرطان المعدة من خلال مجموعة من الفحوصات، والتي تشمل المنظار حيث يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة في المعدة لفحصها، الخزعة والتي تتم عن طريق أخذ عينة صغيرة من نسيج المعدة لفحصها تحت المجهر والتأكد من وجود الخلايا السرطانية، بالإضافة الفحوصات التصويرية مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، لتقييم مدى انتشار السرطان.
يعتمد علاج سرطان المعدة على عدة عوامل، مثل نوع السرطان ومرحلة انتشاره وحالة المريض الصحية العامة، وتشمل خيارات العلاج الجراحة، والتي تُعتبر العلاج الرئيسي لسرطان المعدة، حيث يتم استئصال الجزء المصاب من المعدة.
وأيضاً العلاج الكيميائي، والذي يستخدم لقتل الخلايا السرطانية، والعلاج الإشعاعي، إذ يستخدم لقتل الخلايا السرطانية وتقليص حجم الأورام، كما يمكن استعمال العلاج الموجه، والذي يستهدف جزيئات معينة في الخلايا السرطانية.
وللوقاية من سرطان المعدة، يجب اتباع نمط حياة صحي، والذي يشمل التوقف عن التدخين، الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن، ممارسة الرياضة بانتظام، وعمل الفحوصات الطبية الدورية.
أعراض سرطان المعدة
ألم في البطن، والذي قد يكون مستمراً أو متقطعاً، وقد يزداد سوءاً بعد تناول الطعام، ويُلاحظ عادة في الجزء العلوي من البطن، وقد ينتشر إلى الظهر أو الكتف.
صعوبة في البلع، حيث يشعر المريض بصعوبة في بلع الطعام أو السوائل، وكأن هناك شيئاً يعيق مروره، ويزداد الشعور بالصعوبة مع مرور الوقت.
فقدان الوزن غير المبرر، إذ يُلاحظ فقدان الوزن بشكل كبير دون أي سبب واضح، مثل زيادة النشاط البدني أو تغيير النظام الغذائي.
الشعور بالشبع بعد تناول كميات قليلة من الطعام، حيث يشعر المريض بالامتلاء والضيق بعد تناول كميات قليلة من الطعام، مما يؤدي إلى فقدان الشهية.
الغثيان والقيء، قد يشعر المريض بالغثيان والقيء، خاصة بعد تناول الطعام، وفي بعض الحالات، قد يكون القيء مصحوباً بالدم.
حرقة المعدة وعسر الهضم، حيث يشعر المريض بحرقان في الصدر أو المعدة، وصعوبة في هضم الطعام.
تغيرات في حركة الأمعاء، قد يعاني المريض من الإمساك أو الإسهال المتكرر.
براز أسود اللون أو دم في البراز، والذي قد يكون أسود اللون أو يحتوي على خطوط دم حمراء، مما يدل على وجود نزيف داخلي.
فقر الدم، لأن النزيف الداخلي يؤدي إلى نقص في خلايا الدم الحمراء، مما يسبب فقر الدم والشعور بأعراضه مثل التعب والضعف وشحوب البشرة.
أضرار سرطان المعدة
يؤثر سرطان المعدة بشكل كبير على حياة المصابين به، ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم علاجه في وقت مبكر، ومن أبرز الأضرار التي يسببها التالي:
انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى، فغالبًا ما ينتشر سرطان المعدة إلى الغدد الليمفاوية القريبة، مما يعقد عملية العلاج ويزيد من صعوبته.
في المراحل المتقدمة، قد ينتشر السرطان إلى أعضاء حيوية مثل الكبد والرئة، مما يؤدي إلى فشل هذه الأعضاء وتدهور الحالة الصحية بشكل كبير.
قد ينتشر سرطان المعدة إلى البنكرياس والطحال، مما يؤثر على وظائف الجهاز الهضمي.
يمكن أن يحدث نزيف حاد أثناء الجراحة أو بعدها مباشرة، مما يستدعي تدخلًا طبيًا عاجلاً.
تزيد احتمالية الإصابة بالعدوى بعد الجراحة، خاصة في حالة ضعف الجهاز المناعي.
من الممكن أن يسبب العلاج الكيميائي العديد من الآثار الجانبية مثل الغثيان والقيء وفقدان الشعر والتعب الشديد، كما يسبب العلاج الإشعاعي تهيجاً وحروقاً في الجلد، بالإضافة إلى مشاكل في الجهاز الهضمي.
يؤدي سرطان المعدة وفقدان الشهية إلى فقدان الوزن بشكل كبير، مما يضعف الجهاز المناعي ويجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
يشعر المريض بسرطان المعدة بالتعب والإرهاق المستمرين بسبب المرض والعلاج.
يؤدي النزيف الداخلي إلى نقص في خلايا الدم الحمراء، مما يسبب فقر الدم الشديد.
يعاني مرضى السرطان بشكل عام من الاكتئاب والقلق بسبب المرض وتأثيره على حياتهم اليومية، قد يتجنب المريض الاختلاط بالآخرين بسبب خوفه من الرفض أو بسبب التغيرات الجسدية التي يمر بها.
أسباب سرطان المعدة
على الرغم من أن السبب الدقيق لسرطان المعدة ليس واضحًا تمامًا، إلا أن هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، وهي:
عدوى بكتيريا الملوية البوابية، والتي تُعتبر من أهم أسباب سرطان المعدة، فهي تسبب التهابًا مزمنًا في بطانة المعدة، مما يزيد من خطر تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية.
يُعتبر التدخين من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان المعدة، لأن المواد الكيميائية الموجودة في التبغ تضر بخلايا المعدة وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
بعض الأنظمة الغذائية تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة، مثل تناول الأطعمة المملحة والمخللة والمدخنة، وقلة تناول الفواكه والخضروات الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة.
يزداد خطر الإصابة بسرطان المعدة مع تقدم العمر، خاصة بعد تخطي سن الستين.
الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان المعدة يكونون أكثر عرضة للإصابة به.
الأنيميا الخبيثة، وهي حالة نقص في فيتامين ب12، تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
الالتهاب المزمن في بطانة المعدة يزيد من خطر تحول الخلايا إلى خلايا سرطانية.
وجود سائل في المعدة يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة، خاصة إذا كانت كبيرة أو متعددة.
الأشخاص الذين أجروا جراحة في المعدة في الماضي يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة بعد مرور سنوات طويلة.
بعض الطفرات الجينية تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
التعرض لبعض المواد الكيميائية في مكان العمل قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
يمكن أن تزيد السمنة وشرب الكحول بكميات كبيرة من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
الوقاية من الإصابة بسرطان المعدة
تغييرات في نمط الحياة مثل الإقلاع عن التدخين، الحفاظ على وزن صحي، اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.
الحد من تناول الكحول، لأن شرب الكحول بكميات كبيرة يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
الإكثار من تناول الفواكه والخضروات، لأنها تحتوى على مضادات الأكسدة والألياف التي تساعد في حماية الخلايا من التلف.
تقليل الأطعمة المملحة والمخللة والمدخنة والحد من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة.
عمل الفحوصات الطبية الدورية، خاصة فحص بكتيريا الملوية البوابية والتي يمكن الكشف عنها عن طريق فحص الدم أو البراز أو من خلال منظار المعدة.
الفحص المنتظم للمعدة، خاصة إذا كان لديك تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان المعدة أو عوامل خطر أخرى، وإذا تم تشخيص إصابتك بكتيريا الملوية البوابية، فإن العلاج المبكر بالمضادات الحيوية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان المعدة.