العناوين الفرعية
وقال متحدث باسم الحكومة إن العمل جارٍ على تنفيذ خطة إجلاء عاجل للأطفال الذين هم في أمسّ الحاجة إلى رعاية طبية متخصصة، وإنه سيتم نقلهم إلى بريطانيا حين يكون ذلك الخيار الأمثل. وأضاف أن التفاصيل الكاملة ستُعلَن في الوقت المناسب، مشددًا على السعي لإنجاز ذلك ضمن أقصر مهلة ممكنة.
استجابة متأخرة بعد انتقادات برلمانية
يأتي هذا التحرّك بعد أن كشفت لجنة الشؤون الخارجية في تقرير نُشر نهاية تموز/يوليو، أن الحكومة البريطانية “رفضت سابقًا دعم إجلاء طبي لأطفال مصابين بجروح حرجة”، يتضمن تنسيق التصاريح وتأشيرات العلاج والنقل الآمن.
وقد طالبت النائبة العمالية ستيلا كريسي، ومعها أكثر من 100 نائب، الحكومة بإجلاء 30 طفلًا مريضًا إلى بريطانيا، في رسالة وُجهت للوزراء خلال الأسابيع الماضية.
وتواجه الحكومة كذلك دعوى قانونية، كشفت عنها صحيفة “الغارديان”، رفعتها شركة محاماة على خلفية رفضها إجلاء ثلاثة أطفال فلسطينيين مصابين بجروح حرجة لتلقّي الرعاية غير المتوفرة لهم في غزة.
في المقابل، كانت دول أوروبية أخرى أسرع في الاستجابة. فقد أجلت إيطاليا، على سبيل المثال، عشرات الأطفال والعائلات الفلسطينية منذ كانون الثاني/يناير 2024.
شراكة مع مبادرة إنسانية سبّاقة
البرنامج الحكومي المرتقب سيعمل بالتوازي مع مبادرة “مشروع الأمل النقي” (Project Pure Hope)، وهي جمعية إنسانية نجحت منذ عامين في نقل أطفال من غزة لتلقّي العلاج ببريطانيا.
وكان مجد الشغنوبي، البالغ من العمر 15 عامًا، أول طفل فلسطيني نُقل بموجب هذه المبادرة إلى مستشفى “غريت أورموند ستريت” في لندن، بعد أن أصيب إصابة بالغة إثر قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية في شباط/فبراير الماضي أثناء محاولته الوصول إلى مساعدات غذائية. وقد تولّى علاجه فريق طبي تطوّعي، بتمويل كامل من الجمعية.
وفي وقت لاحق، حصلت الجمعية على تأشيرات دخول لراما (13 عامًا) وغنى (5 أعوام) لتلقّي عمليات ممولة.
وبحسب تقرير “صنداي تايمز”، فإن ما يصل إلى 300 طفل فلسطيني قد يُنقلون إلى بريطانيا بموجب البرنامج الحكومي الجديد، على أن يرافقهم أحد الوالدين أو الوصي القانوني، وربما أشقاؤهم في حال الضرورة. وستجري وزارة الداخلية فحوصات بيومترية قبل السفر، بحسب الصحيفة البريطانية.
تغيّر في الموقف السياسي
في السياق، تواصل الحكومة البريطانية تنسيق جهود إنزال المساعدات الجوية إلى غزة بالتعاون مع الأردن، استجابة لأزمة المجاعة الناتجة عن الحصار الإسرائيلي المتواصل.
وكان زعيم حزب العمال كير ستارمر قد تعهّد الأسبوع الماضي بـ”تسريع جهود” نقل الأطفال من غزة للعلاج، وأعلن أنه سيطرح في أيلول/سبتمبر المقبل خطة للاعتراف بدولة فلسطينية، في حال لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات، ووقف سياسة ضمّ أراضي الضفة الغربية، والعودة إلى مسار سلام يقود إلى حل الدولتين.
وقد رحّبت جمعية “مشروع الأمل النقي” بإعلان الحكومة، مؤكدة استعدادها لتقديم خبرتها في عمليات الإجلاء، وحثّت على اعتماد برنامج مماثل لذلك الذي أُنشئ للاجئين الأوكرانيين منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
وبحسب بيانات اليونيسف، فإن أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني في غزة قُتلوا أو أُصيبوا منذ اندلاع الحرب على القطاع في تشرين الأول/أكتوبر 2023.