منح التعادل الإيجابي بين الحسين إربد والوحدات في مباراة ذهاب كأس السوبر، لقاء الإياب إثارة وندية ومتعة متوقعة، في ظل محافظة الفريقين على حظوظهما في الظفر بأول ألقاب الموسم، وأصبحت خيارات الحسم في موقعة الإياب المقررة عند الساعة الثامنة من مساء الجمعة المقبل على استاد الحسن، مفتوحة ومتاحة أمام الجهازين الفنيين، بعد أن انتهت مباراة الذهاب بهدف لمثله، في افتتاحية الموسم الكروي الجديد.
واكتفى الفريقان بنقطة التعادل 1-1 في مواجهة لم ترق إلى المستوى الفني المأمول، وهي نتيجة يمكن تفهّمها في ظل كونها المباراة الرسمية الأولى هذا الموسم، وعدم اكتمال الجاهزية البدنية والانسجام الفني لدى اللاعبين، خصوصًا أن الفريقين دفعا بعدد من العناصر الجديدة التي تشارك للمرة الأولى، لكن الآمال كانت أكبر، خصوصًا في ظل فترة التحضير المقبولة من الفريقين، خصوصا ان الحسين بطل الدوري للموسم الماضي قادما من معسكر خارجي بتركيا لعب خلاله مباراتين وديتين، خسر الأولى أمام زيرا الأذربيجاني بنتيجة 0-1، وفاز في الثانية على الاستقلال الإيراني بهدفين لهدف سجلهما عبد الله العطار وعارف الحاج، ورصد من خلالهما كيم ماتشادو نقاط القوة والضعف في الفريق، رغم الغيابات المؤثرة التي رافقته، خصوصًا من اللاعبين الأجانب.
وخاض الوحدات خلال معسكره الداخلي، ولعب مباريات ودية، أبرزها الفوز على السلط بنتيجة 3-0، سجلها محمود شوكت، مامادو نياس، ومحمد عبد المطلب “بوغبا”، وفاز على شباب الأردن بهدف نياس، فيما تعادل مع الجزيرة بهدفين لمثلهما، ليتعادل بعدها مع البقعة بدون أهداف.
ورغم الغيابات المؤثرة في صفوفه، عرف الحسين كيف يحقق المطلوب ويعود من العاصمة بنقطة ثمينة، وفرض أفضليته على الشوط الأول بوضوح، مع حضور ذهني وتكتيكي لافت للاعبيه المحليين، بفضل قراءة المدرب البرتغالي الجديد كيم ماتشادو، الذي تعامل بذكاء مع المعطيات المتاحة في ظل غياب الأجانب: المهاجم الألباني كاكوري، المدافع البرازيلي بيدرو هنريكي، لاعب الوسط السنغالي ليتير فال، المدافع البرازيلي إيتالو سيلفا، إلى جانب المغتربين أحمد عساف وأحمد بني مصطفى، واعتمد على تشكيلة كاملة من اللاعبين المحليين، وأهدر لاعبو “الأصفر” العديد من الفرص أمام مرمى الفاخوري.
أما الوحدات، فظهر بصورة باهتة في الشوط الأول، رغم الاستقرار الفني الذي يعيشه الفريق مع المدرب التونسي قيس اليعقوبي، ورغم التعاقدات التي أبرمها النادي لتعزيز الصفوف. الفريق لم ينجح في استثمار ميزة اللعب على أرضه، خاصة في ظل الغياب الملحوظ لجماهيره التي لم تحضر بالحجم الذي اعتادته مباريات الفريق، ما انعكس على الأداء. تحسّن الأداء نسبيًا في الشوط الثاني، مع دخول مهند سميرين، الذي منح “الأخضر” بعض الحيوية.
وشهدت المباراة مشاركة ثلاثي الوحدات الأجنبي: المصري معوض، الموريتاني مامادو نياس، والفلسطيني وجدي نبهان، الذي دخل بديلًا في الشوط الثاني، إضافة إلى القادم من الإعارة محمد عبد المطلب “بوغبا”، من دون وجود أثر فني واضح على الأداء العام للفريق.
وغلبت الأخطاء الدفاعية على الهدفين المسجلين بواسطة رزق بني هاني “الحسين” ومصطفى كمال “الوحدات”، حيث يحتاج كلا المدربين العمل الجاد على تصويب الأخطاء الدفاعية التي ضربت المنظومة في اللقاء خلال مواجهة الإياب.
وشهدت المباراة تعرض عدد من اللاعبين لإصابات عضلية متفاوتة، ما اضطر الجهازين الفنيين إلى إجراء تبديلات اضطرارية، في مشهد يعكس عدم اكتمال الجاهزية البدنية، ويؤكد أن الأندية ما تزال في مرحلة بناء وتوازن بعد فترة الإعداد، وهو ما قد ينعكس أيضًا على جودة المباريات في الأسابيع الأولى من الموسم.
المواجهة شهدت مشاركة عدد من الوجوه الشابة التي قدمت إشارات واعدة، من بينها عبد الله الفاخوري، هاشم مبيضين، عبيدة النمارنة من جانب الحسين، إلى جانب أحمد الحراحشة القادم حديثًا إلى صفوف الوحدات من فريق مغير السرحان.
ولم تمر المباراة من دون جدل تحكيمي، إذ واجه حكم الساحة مروان إسماعيل انتقادات واسعة من كلا الفريقين، وسط اعتراضات متكررة من الأجهزة الفنية واللاعبين على بعض القرارات، في علامة استفهام جديدة لعدم الاستعانة بتقنية الحكم المساعد “ الفار”، إضافة الى مطالبات بمنح حكم من أصحاب الخبرة والامكانيات العالية إدارة مرحلة الإياب ليكون حجم الانتقادات اقل مع بداية الموسم.
كما لقيت مبادرة إدارتي الناديين بتخصيص ريع مباراتي الذهاب والإياب لصالح دعم أهل غزة صدى إيجابيًا واسعًا في الشارع الرياضي، في خطوة لامست مشاعر الجماهير وقدمت صورة مشرفة عن الدور المجتمعي والإنساني الذي يمكن أن تلعبه الأندية في مثل هذه الظروف.
ومع انتهاء اللقاء بنتيجة التعادل، فإن الأنظار تتجه نحو لقاء الإياب على ملعب الحسن، حيث سيكون الحسم عنوانًا للمواجهة المنتظرة بين فريقين يملكان من الطموح ما يكفي لتقديم بداية مشرفة للموسم الجديد.
