يُعد الأرق من أكثر اضطرابات النوم شيوعاً بين كبار السن، وهو لا يقتصر على صعوبة الدخول في النوم، بل يمتد إلى الاستيقاظ المتكرر والشعور بعدم الراحة. ورغم أن بعض الأشخاص يعانون من هذه المشكلة في شبابهم، إلا أن انتشارها يتضاعف مع التقدم في العمر، مما يشكل عائقاً أمام الحياة اليومية.
أسباب الأرق لدى كبار السن
وفقاً لتقرير صادر عن المكتبة الوطنية للطب (NCBI)، فإن نسبة الأرق ترتفع بشكل ملحوظ بين من تجاوزوا الستين. ويعود ذلك إلى عدة عوامل:
تغيرات في بنية النوم: مع تقدم العمر، يقل مقدار النوم العميق ونوم حركة العين السريعة (REM)، مما يجعل النوم أكثر سطحية ويزيد من فرص الاستيقاظ المتكرر.
أمراض مزمنة: يرتبط الأرق أحياناً بحالات صحية مثل أمراض القلب، أو الاكتئاب.
أدوية معينة: بعض الأدوية الموصوفة لكبار السن قد تزيد من مشكلة الأرق.
ضعف الإيقاع البيولوجي: يؤدي ضعف الإيقاع اليومي إلى إرباك دورة النوم والاستيقاظ.
تشخيص الأرق
لا يُعتبر الأرق مجرد قلة نوم، بل يُشخص بناءً على معايير محددة. يجب أن تتضمن الأعراض: صعوبة مستمرة في النوم، أو الاستيقاظ المبكر، أو الشعور بالنعاس وضعف الانتباه خلال النهار. إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً، يُعتبر الأرق مزمناً.
طرق العلاج
يُفضل البدء بالعلاجات غير الدوائية أولاً، والتي تركز على تغيير السلوكيات لتحسين جودة النوم:
تحسين بيئة النوم: توفير غرفة هادئة ومظلمة بدرجة حرارة مناسبة.
العلاج السلوكي: يهدف إلى التخلص من الأفكار السلبية حول النوم.
تقييد وقت النوم: تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص في السرير لزيادة كفاءة ساعات النوم الفعلية.
العلاج بالضوء: يُستخدم لتأخير وقت النوم لمن يعانون من النوم المبكر جداً.
في حال فشل العلاجات السابقة، قد يصف الطبيب أدوية لتعزيز النوم. لكن يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي، خاصة مع وجود اضطرابات أخرى قد تتداخل مع الأرق مثل انقطاع النفس النومي أو متلازمة تململ الساقين.