أكد وزير المياه والري المهندس رائد أبو السعود، أن حجم المشاريع المائية والصرف الصحي التي يجري تنفيذها أو دراستها حالياً يبلغ نحو 2.4 مليار دينار، مشيراً إلى أن القطاع يواصل جهوده لإيجاد حلول مستدامة تضمن تأمين المياه لكافة الاستخدامات.
وقال أبو السعود خلال لقاء نظمه منتدى الاستراتيجيات الأردني في عمّان، بحضور رئيس المنتدى الشريف فارس شرف وعدد من الخبراء والمسؤولين، إن مشروع الناقل الوطني لا يعد مجرد مشروع للأمن المائي، بل هو مشروع أمن وطني يؤمّن احتياجات الأجيال المقبلة.
وأوضح الوزير أن حصة الفرد من المياه في الأردن تراجعت إلى أقل من 60 متراً مكعباً سنوياً، ما يجعل تأمين مصادر مائية مستدامة أولوية قصوى، مبيناً أن الوزارة أنجزت العديد من التفاصيل الفنية والمالية والقانونية الخاصة بإجراءات الغلق المالي لمشروع الناقل الوطني.
وأشار إلى أن العمل جارٍ مع البنوك المحلية والضمان الاجتماعي لتأسيس شركة مساهمة عامة وطنية تُسهم في تمويل المشروع والبدء بتنفيذه مطلع العام المقبل، بالشراكة مع القطاعين المحلي والدولي.
وبيّن أن الوزارة تمكنت خلال الصيف الماضي من تجاوز تحديات جسيمة في ظل تراجع كميات المياه المتاحة، من خلال تنفيذ خطة استراتيجية متكاملة، تضمنت إقرار 12 سياسة مائية جديدة، واستهدفت تعزيز الأمن المائي وتقليل الفاقد، الذي انخفض بنسبة 6.7% ليصل حالياً إلى 45.6%، مع استمرار العمل للوصول إلى المستويات العالمية.
وأضاف أن القطاع المائي نجح في خفض خسائره المالية بنحو 150 مليون دينار سنوياً من كلف التشغيل والصيانة، وتوفير 14 مليون دينار إضافية بفضل مشاريع الطاقة المتجددة. كما زاد الاعتماد على المصادر غير التقليدية بنسبة 16.8% ليصل إلى 200 مليون متر مكعب سنوياً من المياه المعالجة، مع السعي للوصول إلى 250 مليون متر مكعب.
وأشار أبو السعود إلى التوسع في زراعة 90 ألف دونم في الأغوار ووادي عربة باستخدام المياه المالحة لإنتاج تمور عالية الجودة، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل. كما أكد استخدام تقنيات حديثة وذكاء اصطناعي في إدارة المياه والتحول الرقمي من خلال إطلاق تطبيق المياه الجديد الذي يقدم مختلف الخدمات للمواطنين.
وفي ما يخص السدود والحصاد المائي، لفت إلى أن الوزارة تعمل على دراسات لإنشاء سدود جديدة وتنظيف وصيانة القائم منها، إضافة إلى بناء 420 حفيرة وسداً ترابياً بطاقة تخزينية تبلغ 200 مليون متر مكعب.
من جهته، أكد رئيس المنتدى الشريف فارس شرف أن قضية المياه في الأردن قضية وجودية تتطلب تكاتف الجهود لإيجاد حلول مبتكرة، فيما أوضحت المديرة التنفيذية للمنتدى نسرين بركات أن الفجوة بين الطلب والمتاح المائي تتسع باستمرار، مشيرة إلى أن الأردن يواجه أحد أدنى معدلات حصة الفرد من المياه في العالم.
وأدار المهندس قصي قطيشات جلسة نقاش موسعة تناولت أبرز المشاريع المائية وأهمية تعزيز الشراكة بين مختلف القطاعات لدعم أمن المياه الوطني.
