الرئيسية المنوعات3 عادات لعلاقات زوجية سعيدة وصحية .

3 عادات لعلاقات زوجية سعيدة وصحية .

من mk
A+A-
Reset

حين يمر الإنسان بتجربة قلب مكسور، يصبح ميّالًا للبحث عن العلامات الحمراء في كل علاقة جديدة. أي خطأ صغير أو لحظة ارتباك تتحول إلى إنذار كبير.

هذا الميل طبيعي، إذ أن أدمغتنا مبرمجة للتركيز على الخلل خاصة حين تكون الرهانات العاطفية عالية. لكن في كثير من الأحيان، لا تُعرّف العلاقة بما هو واضح من صراعاتها ،صراعاتها بل بما هو خفي وصامت من سلوكيات صغيرة تشكّل جوهرها. إنها الحكمة القديمة “الصمت أبلغ من الكلام”، لكن مطبقة في سياق الحب.

الأزواج الأصحاء لا يتميزون دائمًا بلحظات المواجهة العميقة أو الحوارات الطويلة، بل غالبًا بما يبدو عادات بسيطة تكاد لا تُرى، لكنها تصبح مع مرور الوقت جزءًا من نسيج العلاقة. هناك ثلاث ممارسات أساسية، وإن بدت عفوية وغير ملحوظة، فإنها تشكّل أعمدة الاستقرار العاطفي.

 

فن الإصلاح الفوري

الخلاف أمر لا مفر منه في أي علاقة، لكن ما يميز الأزواج السعداء هو معرفتهم كيف يصلحون الأمور في لحظتها. قد يحتد النقاش، لكنهم يعرفون متى يدخلون محاولة صغيرة للإصلاح قبل أن يتصاعد التوتر: رفع حاجب، ابتسامة نصفية، مزحة تخفف الأجواء، أو جملة عابرة مثل “ممكن أقولها بطريقة مختلفة؟”.

أظهرت دراسة نُشرت عام 2015 في Journal of Family Psychotherapy أن أنجع محاولات الإصلاح تحدث في الدقائق الثلاث الأولى من الخلاف. هذه التدخلات المبكرة، كما يصفها الباحث جون جوتمان، تعيد الاتصال العاطفي بطرق إنسانية بسيطة: الدعابة المشتركة، اللمسة الحنونة، تحمل المسؤولية، أو إشارة صادقة تقول “نحن بخير”.

الأمر ليس وعيًا مقصودًا بقدر ما هو ذاكرة عضلية عاطفية، إذ تكون أجهزتهم العصبية مدربة على تفضيل العلاقة على حساب الرغبة في كسب الجدال. هذه الإصلاحات الصغيرة تُرسل رسالة أمان عاطفي، وهو واحد من أقوى مؤشرات الرضا العاطفي على المدى الطويل.

 

راحة الصحبة الصامتة

غالبًا ما نربط الحب الحقيقي بالقيام بكل شيء معًا، لكن الأزواج الأصحاء يعرفون قيمة الهدوء المشترك. سواء بقراءة كتابين في الغرفة نفسها، أو الطبخ بصمت، أو العمل كلٌّ على مهمته، فإنهم مرتاحون لمشاركة المكان دون الحاجة لملئه بالكلام.

هذا النوع من “اللعب الموازي” يعكس ثقة عميقة واستقلالية صحية. لا ضغط للتمثيل أو للتسلية المستمرة، فمجرد الوجود بجانب الآخر يكفي. إنه تذكير بأن الاتصال لا يحتاج أن يكون دائمًا صاخبًا أو منتجًا؛ أحيانًا يكفي أن نتقاسم الصمت.

دراسة نُشرت عام 2024 في Motivation and Emotion حول الصمت في العلاقات العاطفية وجدت أن الصمت الدافع من شعور داخلي بالارتباط – لا من الهروب – يرتبط بزيادة الرفاه العاطفي ورضا الحاجات النفسية والشعور بالقرب. الصمت هنا يصبح لغة مشتركة، شكلًا من أشكال الحميمية، ورسالة ضمنية تقول: “أنا أشعر بالأمان معك، حتى في السكون”.

قصة “نحن”

الأزواج العاطفيون الأصحاء يتحدثون بلسان مشترك دون أن ينتبهوا لذلك. يقولون عبارات مثل “هذا أسلوبنا” أو “تذكر حين فعلنا كذا…”. يكررون نكات خاصة، يعيدون سرد ذكريات، ويستحضرون صورًا يفهمونها وحدهم. هذه ليست مجرد عادات عاطفية، بل أسس لهوية مشتركة تبني ما يسمى “نحن”.

دراسة عام 2016 أوضحت أن هذه “قصص نحن” التي يصوغها الأزواج السعداء معًا تحمل مضامين الأمن والمتعة والمعنى المشترك، وكلها عناصر تدعم المتانة والرضا الطويل الأمد في العلاقات. كلما كثرت عناصر “نحن” في القصة، زادت قوة الرابط العاطفي.

هذا المعنى المشترك يصبح درعًا عند الأزمات، يعيد الشريكين للتركيز على العلاقة حين تحاول الحياة تفريقهما. إنه يقوّي الشعور بالانتماء ويؤكد أنهما ليسا فردين فقط، بل كاتبان مشاركان لقصة واحدة.

إن بناء علاقة سعيدة وصحية ليس مهمة سهلة، لكنه ليس مستحيلًا. فالأزواج الذين يجيدون الإصلاح في لحظات التوتر، ويستمتعون بالصمت المريح، ويصنعون قصة “نحن” معًا، هم الذين يزرعون بذور الحب الطويل الأمد.

وإذا وجدت هذه العادات في علاقتك، فاحتفل بها، فهي ليست تفاصيل صغيرة عابرة، بل لبنات أساسية تبني عليها حياتكما معًا، وفقا لموقع سيكولوجي توداي.

شاهد ايضا

Focus Mode