قالت منظمات حقوقية محلية إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان شنت، الاثنين، هجوماً على مخيم أبو شوك للنازحين في محيط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ما أسفر عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 19 آخرين على الأقل.
وذكرت “غرف الطوارئ” العاملة في المخيم، الذي يأوي نحو 450 ألف نازح ويعاني من المجاعة، أن قوات الدعم السريع اقتحمت أجزاء من المخيم واستهدفت المدنيين داخل منازلهم. وأكدت لجان المقاومة في الفاشر وقوع الهجوم، واصفة المشهد بأنه يعكس “حجم الانتهاكات المروعة ضد أبرياء عُزّل”.
وأظهر مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل صور أقمار صناعية لوجود 40 مركبة في المخيم يوم الهجوم، إضافة إلى لقطات يُزعم أنها توثق عناصر الدعم السريع يطلقون النار على أشخاص يحاولون الزحف بعيداً عنهم ويستخدمون عبارات عنصرية.
كما أشارت صور أخرى، التقطت السبت، إلى قيام قوات الدعم السريع بقطع طرق الهروب من الفاشر عبر السيطرة على نقاط على طريق الفاشر–كتم شمال المدينة، وترك منفذ باتجاه مليط.
وتشهد السودان حرباً أهلية منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص وشردت نحو 12 مليوناً، فيما يواجه كثيرون خطر المجاعة.
وقال الجيش السوداني إنه اشتبك مع قوات الدعم السريع في الفاشر منذ السادسة صباحاً حتى بعد الظهر، مدعياً أنه صد الهجوم وألحق خسائر فادحة بالميليشيا، شملت تدمير 16 مركبة قتالية والاستيلاء على 34 أخرى. في المقابل، قالت قوات الدعم السريع على قناتها في تليغرام إنها حققت تقدماً في المدينة وصادرت معدات عسكرية.
وفي ولاية شمال كردفان، اتُهمت قوات الدعم السريع بتهجير أكثر من 3 آلاف أسرة من 66 قرية منذ أوائل أغسطس، مع نهب ممتلكاتهم وأموالهم وماشيتهم، ما أسفر عن مقتل 18 مدنياً وإصابة العشرات.
الأمم المتحدة حذّرت من “الوضع الإنساني البالغ السوء” في السودان، مشيرة إلى وفاة أكثر من 60 شخصاً من سوء التغذية في الفاشر خلال أسبوع واحد، معظمهم من النساء والأطفال. – رويترز
