لم يعد التجسس على الهواتف الذكية مجرد سيناريوهات في الأفلام، بل أصبح تهديدًا ملموسًا يهدد خصوصية المستخدمين حول العالم. ومع الاعتماد المتزايد على الهواتف في الحياة اليومية، أصبحت هذه الأجهزة أهدافًا ثمينة للقراصنة، نظرًا لما تحتويه من بيانات شخصية حساسة تشمل الصور، والمحادثات، والمعلومات البنكية، والمواقع الجغرافية، وأسرار العمل والحياة الخاصة.
ويشير خبراء الأمن الرقمي إلى أن التطور السريع في أدوات الاختراق جعل عمليات التجسس أسهل وأكثر خطورة، ما يجعل الوقاية الرقمية ضرورة مُلحة للحفاظ على البيانات وحماية الحياة الشخصية.
عدو خفي
تُعد برامج التجسس من أخطر وسائل الاختراق، إذ غالبًا ما يتم تثبيتها دون علم المستخدم عبر تطبيقات وهمية مثل كشاف الإضاءة أو أدوات تنظيف الجهاز أو روابط خادعة تُرسل عبر الرسائل. وبعد التثبيت، يمكن لهذه البرامج مراقبة المكالمات، وقراءة الرسائل، وتتبع الموقع الجغرافي، وتشغيل الكاميرا والميكروفون عن بُعد دون أي إشعار.
روابط خبيثة
يُعد التصيد الاحتيالي أحد أكثر أساليب الاختراق شيوعًا، حيث يتلقى المستخدم رسالة تبدو وكأنها من بنك أو شركة توصيل. وبمجرد الضغط على الرابط، قد يتم تنزيل برنامج خبيث أو سرقة كلمات المرور مباشرة، مما يمنح المتسلل وصولًا كاملًا إلى الهاتف أو الحسابات المرتبطة به.
شبكات الإنترنت العامة
الاتصال بشبكات الواي فاي العامة في المقاهي أو الفنادق قد يتحول إلى فخ رقمي، حيث يقوم بعض القراصنة بإنشاء شبكات وهمية لاعتراض البيانات، ما يتيح لهم سرقة كلمات المرور أو تتبع نشاط المستخدم على الهاتف.
اختراق الحسابات
أحيانًا لا يحتاج المتسلل لاختراق الهاتف نفسه، بل يكتفي بالوصول إلى حسابات غوغل أو أبل، ما يتيح له الوصول إلى النسخ الاحتياطية، والصور، والموقع الجغرافي، واستعادة الرسائل، دون أن يشعر المستخدم بأي شيء غير طبيعي.
علامات تحذيرية
من أبرز مؤشرات تعرض الهاتف للتجسس: نفاد البطارية بسرعة، سخونة الجهاز دون استخدام مكثف، استهلاك مرتفع للإنترنت، ظهور تطبيقات لم يقم المستخدم بتنزيلها، أو بطء مفاجئ في أداء الجهاز.
كيف تحمي نفسك؟
يوصي خبراء الأمن السيبراني بعدة إجراءات أساسية، منها:
عدم الضغط على الروابط المشبوهة.
تثبيت التطبيقات فقط من المتاجر الرسمية.
تحديث النظام باستمرار.
تفعيل التحقق بخطوتين لجميع الحسابات.
استخدام كلمات مرور قوية ومختلفة.
إيقاف البلوتوث والواي فاي عند عدم الحاجة.