الرئيسية مجتمعماذا تأكل عند زيارة الكرك؟ جولة في أطباقها الشعبية

ماذا تأكل عند زيارة الكرك؟ جولة في أطباقها الشعبية

من mk
A+A-
Reset

تعرف على المطبخ الكركي الأصيل وأشهر الأطباق في محافظة الكرك ضمن المأكولات الأردنية التقليدية مثل المنسف، المقلوبة وغيرها، اقرأ المزيد.

تُعدّ محافظة الكرك واحدة من أبرز الوجهات التاريخية والسياحية في الأردن، فهي تجمع بين القلاع القديمة والطبيعة الجبلية الخلابة والكرم الأردني الأصيل.

ولكن ما يجعل زيارتها تجربة متكاملة لا تُنسى هو المطبخ الكركي الغني بالأكلات التقليدية والنكهات الأصيلة التي تعكس تراث المنطقة وروحها الريفية.

فإذا كنت تتساءل: ماذا تأكل في الكرك؟ فهذه الجولة ستأخذك بين أشهر الأطباق والمأكولات التي تميّزها عن غيرها من المدن الأردنية.

أولاً: المقلوبة… نكهة الكرك في طبق واحد

من بين أكلات الكرك الشعبية التي لا يمكن تفويتها تأتي المقلوبة، وهي أكلة أردنية مشهورة على مستوى المملكة لكنها تحمل في الكرك لمستها الخاصة.

تتكون المقلوبة من الأرز واللحم (غالباً لحم الغنم البلدي) مع الباذنجان أو القرنبيط أو البطاطا، وتُطهى بطريقة تجعل الطبقات متماسكة لتُقلب في النهاية على صحن التقديم بشكل رائع.

يُقال إن سر المقلوبة الكركية يكمن في التوابل المستخدمة؛ فالكركيون يميلون إلى إضافة الهيل والقرفة والبهارات البلدية، ما يمنحها طعماً ورائحة تميزها عن غيرها.

ثانياً: المنسف… فخر المطبخ الكركي والأردني

لا يمكن الحديث عن المأكولات الأردنية التقليدية دون ذكر المنسف، الذي يُعدّ الطبق الوطني في الأردن وأشهر الأكلات في محافظة الكرك.

يتكوّن المنسف من أرز مُفلفل، ولحم غنم مطهو بلبن الجميد البلدي (المجفف والمخمّر من حليب الماعز)، ويُقدّم على خبز الشراك التقليدي مع اللوز والصنوبر المحمّصين.

أما في الكرك، فللمنسف طابع خاص، إذ يحرص الأهالي على إعداد الجميد بأنفسهم في القرى، ما يعطي نكهة قوية ومميزة لا تجدها في أي مكان آخر.

ويُقدَّم المنسف في المناسبات والأعراس والعزائم، وهو أكثر من مجرد طعام؛ بل رمز للكرم والهوية الكركية.

ثالثاً: المسخن الكركي… الزيت والزيتون حكاية الأرض

يُعتبر المسخن من الأطباق التقليدية في الكرك التي تُظهر ارتباط الناس بالأرض والزيتون. يتكوّن هذا الطبق من خبز الطابون المغموس بزيت الزيتون البلدي، وفوقه يُضاف البصل المقلي والسماق والدجاج المشوي.

يُحضَّر المسخن في موسم قطاف الزيتون تحديداً، عندما يكون الزيت طازجاً وعطراً، ما يجعل طعمه فريداً وغنياً. وفي الكرك، يُقدم المسخن غالباً في التجمعات العائلية والمناسبات الوطنية، ويُعد من الأكلات المشهورة في الكرك التي تجمع بين النكهة الأصيلة والبساطة الريفية.

رابعاً: الكبة الكركية… إبداع الطهاة في تنويع الحشوات

من الأطعمة التي تشتهر بها الكرك أيضاً الكبة الكركية، وهي مختلفة قليلاً عن الكبة اللبنانية أو الشامية.

فالكبة في الكرك تُحضّر من البرغل واللحم المفروم والبهارات، لكن ما يميزها هو طريقة تشكيلها وحشوتها الغنية التي قد تتضمن اللحم مع البصل أو المكسرات، وأحياناً الجريشة (القمح المجروش).

تُقلى الكبة أو تُطهى في اللبن، وتُقدَّم غالباً مع اللبن الرائب أو السلطة، وهي من أكلات الكرك الشعبية التي تبرز مهارة النساء في المطبخ الكركي وتحافظ على الطابع التراثي للأكل الأردني.

خامساً: المجدّرة والعدس… بساطة الريف ونكهة الأصالة

في فصل الشتاء تحديداً، تنتشر رائحة المجدّرة في البيوت الكركية. وهي طبق بسيط يتكوّن من العدس والأرز أو البرغل والبصل المقلي، لكنها تحمل نكهة دافئة ومحببة.

تُعد المجدّرة من الأكلات التي تجمع العائلة على مائدة واحدة، وغالباً ما تُقدّم مع اللبن أو المخللات المحلية. وعلى الرغم من بساطتها، فإنها تمثل جزءاً أصيلاً من المطبخ الكركي الذي يجمع بين المذاق الطيب والمكونات المتاحة من البيئة المحلية.

سادساً: الخبز و المونة البلدية… روح الأكل الكركي

لا تكتمل تجربة تذوق أكلات الكرك الشعبية دون التعرّف على المونة البلدية التي تُعتبر أساس المطبخ الريفي. فالأسر الكركية ما زالت تحتفظ بعادات إعداد اللبن الجميد، واللبنة، والسمن البلدي، والمخللات، والدبس، والزعتر البلدي.

كما يُشتهر خبز الشراك وخبز الطابون في الكرك، حيث يُخبزان على الحطب أو الصاج، ويُقدمان مع كل وجبة تقريباً. هذا الخبز لا يُعدّ مجرد مكوّن جانبي، بل جزء من هوية الطعام في الكرك، خصوصاً مع المنسف أو المسخن.

سابعاً: الحلويات الكركية… النهايات السعيدة لأي وجبة

من بين الأطعمة التي تشتهر بها الكرك أيضاً الحلويات المحلية التي تعكس حب الناس للحياة والمناسبات، أشهرها المعمول الكركي المحشو بالتمر أو الجوز، والهريسة التي تُعد بالمكسرات، والقطايف التي تُقدّم في رمضان.

كما يكثر إعداد الزلابية والمهلبية والأرز بالحليب، وكلها أطباق بسيطة المكونات لكنها تعبّر عن كرم المائدة الأردنية.

ثامناً: القهوة والسمن البلدي… ختام الكرم الكركي

لا يمكن لأي زائر أن يغادر الكرك دون أن يتذوّق القهوة العربية المحضّرة على النار مع الهيل، والتي تُقدَّم في كل بيت تقريباً كرمز للضيافة.

كذلك يشتهر أهل الكرك باستخدام السمن البلدي في الطهي والحلويات، وهو ما يمنح الأكلات نكهة غنية ومذاقاً أصيلاً.

تجربة المذاق والتراث

زيارة الكرك ليست مجرد رحلة سياحية، بل تجربة ثقافية وتاريخية متكاملة. فكل طبق من المطبخ الكركي يحكي قصة: قصة الأرض التي تُنتج، والنساء اللواتي يُبدعن، والعادات التي تتوارثها الأجيال.

من المنسف الفاخر إلى المجدّرة البسيطة، ومن خبز الشراك إلى المعمول، ستجد في الكرك مزيجاً من الأصالة والكرم يعكس جوهر المائدة الأردنية.

إذا كنت تبحث عن أكلات مشهورة في الكرك لتجربتها، فلا تتردد في تذوق المنسف والمقلوبة والمسخن والكبة والمجدّرة، وإن أردت التعرف أكثر على المأكولات الأردنية التقليدية، فالكرك هي المكان الأمثل لتبدأ رحلتك في تذوق التاريخ والضيافة في طبق واحد.

شاهد ايضا

Focus Mode