أصبحت لوكسمبورغ أول دولة في منطقة اليورو تستثمر رسمياً في عملة البيتكوين من خلال صندوقها السيادي بين الأجيال (FSIL)، في خطوة تعكس تنامي القبول الرسمي للأصول الرقمية ضمن السياسات المالية العامة.
ووفقاً لتقرير الكاتب كينرودجرز فابيان (Kenrodgers Fabian) المنشور على موقع Finbold والمراجَع من قبل ديفيا ميستري (Divya Mistry) بتاريخ 9 أكتوبر 2025، أعلن وزير المالية جيل روث (Gilles Roth) عن تخصيص 1% من أصول الصندوق للاستثمار في صناديق تداول البيتكوين (ETFs)، وذلك أثناء تقديم موازنة عام 2026 أمام البرلمان الوطني.
وقال جوناثان ويستهد من وكالة التمويل في لوكسمبورغ إن القرار يأتي تنفيذاً لخطة استثمار جديدة أُقرت في يوليو 2025، موضحاً أن هذه الخطوة تعكس “نضوج فئة الأصول الرقمية وتؤكد ريادة لوكسمبورغ في التمويل الرقمي”.
توسيع استراتيجية الصندوق
أُنشئ صندوق FSIL عام 2014 بهدف تأمين مدخرات للأجيال القادمة، ويُدير حالياً نحو 730 مليون دولار تُستثمر غالبيتها في سندات آمنة وعالية الجودة. إلا أن الخطة الجديدة تتيح توجيه ما يصل إلى 15% من الأصول نحو الاستثمارات البديلة مثل الأسهم الخاصة والعقارات والأصول الرقمية، بما في ذلك البيتكوين.
وأوضح ويستهد أن الاستثمار في صناديق البيتكوين المتداولة (ETFs) يُسهّل العملية ويقلّل المخاطر، مشيراً إلى أن تخصيص 1% فقط يمثل توازناً بين الابتكار والحذر.
وأضاف: “قد يرى البعض أننا استثمرنا القليل وبشكل متأخر، وقد ينتقد آخرون تقلبات البيتكوين، لكن الإدارة ترى أن هذه الخطوة ترسل رسالة واضحة بشأن الإمكانات طويلة الأمد لهذه الأصول.”
زخم متزايد للعملات المشفّرة في لوكسمبورغ
تأتي هذه الخطوة بينما تُعزّز شركات العملات الرقمية الكبرى وجودها في البلاد. وذكرت صحيفة Luxembourg Times أن Coinbase تخطط لزيادة عدد موظفيها في لوكسمبورغ إلى 40 موظفاً بحلول 2026، لتجعل منها مركزها الأوروبي ضمن نظام MiCA الجديد.
في الوقت ذاته، يواصل الاهتمام العالمي بصناديق البيتكوين المتداولة الارتفاع، إذ تجاوز صندوق BlackRock’s IBIT حاجز 800,000 بيتكوين (حوالي 97 مليار دولار) — أي 3.8% من إجمالي المعروض العالمي، بحسب بيانات CoinMarketCap.
وكان سعر البيتكوين لحظة نشر التقرير عند 121,818 دولاراً، بتراجع طفيف نسبته 0.6% خلال 24 ساعة.
ويُعد استثمار لوكسمبورغ هذا مؤشراً على أن البيتكوين لم يعد حكراً على المستثمرين الأفراد، بل باتت الحكومات نفسها تعتبر الأصول الرقمية جزءاً من مستقبل النظام المالي العالمي.- وكالات