أثار التعادل الأخير بين مانشستر سيتي وأرسنال (1-1) موجة من التساؤلات حول خيارات بيب غوارديولا التكتيكية، لا سيما مع تسجيل فريقه أدنى نسبة استحواذ (33.2%) في مسيرته التدريبية بالدوري الإنكليزي الممتاز.
هذا التحوّل اللافت في أداء السيتي لا يبدو عرضيًا، بل يعكس توجهًا جديدًا في أسلوب اللعب، حيث اعتمد غوارديولا خلال الشوط الثاني على خطة دفاعية غير معتادة بخمسة لاعبين في الخلف، في محاولة لتحقيق الفوز.
ووفقا لتحليل نُشر في صحيفة سكاي سبورتس، فإن هذه المباراة لم تكن الأولى التي يتراجع فيها استحواذ السيتي على الكرة هذا الموسم. فقد سجل الفريق نسب استحواذ أقل من خصومه في خمس مباريات حتى الآن، وهو نفس عدد المرات طوال الموسم الماضي.
في اللقاء الأخير ضد مانشستر يونايتد، لم تتجاوز نسبة الاستحواذ 45.3%.
منذ تولي غوارديولا تدريب الفريق في 2016، تجاوزت نسبة الاستحواذ حاجز 70% في أغلب المباريات، لكن المتوسط هذا الموسم انخفض إلى نحو 52%، مما يعكس تحولًا تكتيكيًا نحو اللعب المباشر والهجمات المرتدة. وقد تجلى هذا التغيير في هدف إيرلينغ هالاند المذهل في بداية مباراة أرسنال، حيث ساهم الهجوم السريع في اختراق دفاع الخصم.
يركز مانشستر سيتي الآن على الكرات الطويلة، الفوز بالصراعات الهوائية، وتقليل بناء اللعب من الخلف، وهو ما يُعد خروجًا عن فلسفة غوارديولا المعروفة بالتحكم الكامل في الكرة.
وفي هذا السياق، قال المحلل الرياضي غاري نيفيل:
“لسنوات طويلة، كان غوارديولا يتمسك بأسلوب استحواذ صارم يجعل من فريقه المسيطر شبه الدائم. أما الآن، فهم أكثر قوة بدنية، أكثر مباشرة، وأقل شغفًا بالاحتفاظ بالكرة كما عهدناهم.”
ويُعتقد أن هذه التغييرات تأتي أيضًا تماشيًا مع خصائص اللاعبين الجدد في الفريق، مثل تيغاني رايندرز، الذي يُعد إضافة قوية في التحولات الهجومية، إلى جانب المهاجم القناص هالاند.
كما طرأ تغيير بارز في مركز حراسة المرمى، بعد أن أفسح البرازيلي إيدرسون المجال للإيطالي جيانلويجي دوناروما، في إشارة أخرى إلى تغيير جذري في الأولويات الدفاعية.
ووفقًا لبيانات “أوبتا”، وعلى الرغم من انخفاض عدد الهجمات المرتدة في الدوري هذا الموسم، فإن التوجه العام للسيتي يُظهر تحولًا حقيقيًا في طريقة اللعب قد يؤثر على كامل الدوري الإنكليزي، تمامًا كما فعل غوارديولا عندما غيّر قواعد اللعب لأول مرة قبل تسع سنوات.
ترجمة صحيفة السبورت الالكترونية