الرئيسية رئيسيستارمر يكشف خطة الاعتراف بفلسطين

ستارمر يكشف خطة الاعتراف بفلسطين

من Mohammed Alqam
A+A-
Reset

يستعد رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر لكشف النقاب هذا الأسبوع عن خطته الأكثر تفصيلًا للاعتراف الرسمي بفلسطين كدولة مستقلة، في خطوة تهدف لتهدئة الضغوط المتزايدة من داخل صفوف حزب العمال الحاكم، وبحسب ما كشفته مصادر مطلعة لصحيفة “ذا تليجراف” البريطانية، سيعرض ستارمر مقترحاته على الشعب البريطاني في “لحظة” عامة قد تكون خطابًا أو مؤتمرًا صحفيًا، مع التركيز على الشروط اللازمة لتحقيق هذا الاعتراف والجهود البريطانية لتحسين إيصال المساعدات إلى غزة.

الاعتراف المشروط يثير جدلًا داخل حزب العمال
تشير التوقعات إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيظل مشروطًا بتحقيق وقف إطلاق النار وربما الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين المتبقين لدى حماس، وفقًا لما ذكرته “ذا تليجراف”.

في حين أن هذا الموقف المشروط قد لا يلبي مطالب ثلث نواب حزب العمال وأعضاء من مجلس الوزراء، بمن فيهم نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر ووزير الصحة ويس ستريتينج، الذين يضغطون من أجل الاعتراف الفوري بفلسطين.

وقد وقع 135 نائبًا من حزب العمال على رسالة يوم الجمعة تدعو للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بينما ينضم عمد من الحزب والقيادة الأسكتلندية إلى هذا الضغط.

وأعرب أحد النواب العماليين عن قلقه لـ”ذا تليجراف” قائلًا: “هناك ملايين الناخبين قلقون بشدة بشأن غزة. أعتقد أن الحكومة في ورطة عميقة حول هذه القضية”.

مبادرة ماكرون والموقف الدولي المتباين
في تطور آخر على الساحة الأوروبية، أصبح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول زعيم لدولة من مجموعة السبع يعلن اتخاذ خطوة الاعتراف بفلسطين الأسبوع الماضي، مع توقع إجراء التغيير الرسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، كما جاء قرار ماكرون بعد أسابيع من المناقشات الخاصة مع المملكة المتحدة وحلفاء آخرين حول كيفية وتوقيت الإعلان.

وقد برر الرئيس الفرنسي موقفه بأن الإعلان وحده يمكن أن يحفز التقدم نحو السلام، بينما فضل المسؤولون البريطانيون منذ فترة طويلة ربط هذه الخطوة بشروط لتحقيق تغييرات ملموسة في موقف حماس، بحسب “ذا تليجراف”.

ردود الفعل الأمريكية المتضاربة وموقف ترامب
شهدت ردود الفعل الأمريكية تباينًا واضحًا، إذ وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأسبوع الماضي موقف ماكرون بأنه يخدم “دعاية حماس”، كما وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مؤتمرًا أمميًا لمناقشة الاعتراف بفلسطين، بأنه “عرض دعائي يأتي في وسط جهود دبلوماسية دقيقة لإنهاء النزاع”.

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدا وكأنه يفسح المجال أمام ستارمر يوم الاثنين لتغيير الموقف البريطاني، قائلًا إن رئيس الوزراء حر في اتخاذ موقف جديد.

ومع ذلك، ستظل داونينج ستريت تحسب بعناية رد فعل واشنطن على أي إعلان جديد، وفقًا لما أشارت الصحيفة البريطانية.

أزمة المجاعة في غزة تؤجج النقاش البريطاني
أدت صور سوء التغذية في غزة، خاصة بين الأطفال، والتي تصدرت الصفحات الأولى بسبب قيود إسرائيل على وصول المساعدات، إلى تجديد النقاش داخل المملكة المتحدة حول الاعتراف.

وأعرب ستارمر عن صدمته من هذه الصور خلال لقائه مع ترامب في اسكتلندا يوم الاثنين، قائلًا: “بالتأكيد، نيابة عن الجمهور البريطاني وعن نفسي، تلك الصور للأطفال الجوعى بشكل خاص مثيرة للاشمئزاز، والجمهور البريطاني يشعر بالاشمئزاز مما يرونه”.

كما ضغط ترامب علنًا على إسرائيل لفعل المزيد لإيصال الطعام للفلسطينيين، قائلًا إن هناك “مجاعة حقيقية” في غزة وأن الولايات المتحدة ستقيم أماكن “بلا حدود” يمكن للناس الوصول إليها سيرًا على الأقدام.

التحضيرات والخطوات المقبلة
أشارت “ذا تليجراف” إلى أن ستارمر استدعى مجلس الوزراء من العطلة البرلمانية الصيفية لمناقشة ما يخص شؤون غزة عند الساعة الثانية ظهر الثلاثاء، والتي من المتوقع أن تشمل النهج حول الدولة وزيادة توصيل المساعدات.

كما يشارك رئيس الوزراء في مناقشات بقيادة الأردن حول إمكانية إسقاط المساعدات جوًا في غزة للمساعدة في تخفيف سوء التغذية.

وأشار المتحدث الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني إلى أن الخطة القادمة هذا الأسبوع ستبني “على التعاون حتى الآن الذي يمهد الطريق لحل طويل الأمد للأمن في المنطقة”.

وقد شدد ستارمر من لهجته حول الاعتراف بفلسطين في الأيام الأخيرة، إذ قال يوم الخميس إن من “الحق الطبيعي الثابت” للفلسطينيين أن تكون لهم دولتهم الخاصة، وأضاف يوم الجمعة أنه “حازم وواضح” في موقفه بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضروري لتحقيق “سلام دائم” في المنطقة.

والجدير بالذكر أن حوالي 150 دولة من أعضاء الأمم المتحدة، أي ثلاثة أرباع العدد الإجمالي، اعترفت بالفعل بفلسطين كدولة، لكن لم تفعل ذلك المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو أكبر الاقتصادات الأوروبية.

شاهد ايضا

Focus Mode