الرئيسية مقالاتتشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان مهمة وطنية

تشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان مهمة وطنية

من mk
A+A-
Reset

بقلم: غفور مخموري

إن مسألة تشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان هي قضية وطنية، وهذه القضية باعتبارها قضية وطنية تتطلب قراءات ووجهات نظر وآراء مختلفة، ولكي يكون لنا جميعاً في كوردستان كلمتنا من مختلف وجهات النظر السياسية، يجب أن نهتم بهذا الموضوع ونعمل على تشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان.
انطلاقا من هذه الأرضية وبحسب وجهة نظري لتشكيل الکابینة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان، اني أراها قضية وطنية ذات علاقة بكافة الأطراف السياسية والقوميات والأديان المختلفة، لذلك يجب ان تدعم كافة الأحزاب السياسية الكوردستانية وجميع القوميات والأديان المختلفة هذه العملية، من اجل تشكيل هذه الوزارة بأسرع وقت ممكن.
الغاية القصوى من تشكيل الحكومة العاشرة هي لكي تكون المتممة للكابينة التاسعة لحكومة إقليم كوردستان وأن يتم منح فرصة أخرى للسيد مسرور البارزاني، لكي يقوم باتمام أسس البنية التحتية للإقليم خلال قيادته الكابينة التاسعة من خلال مواصلة مهامه في الكابينة العاشرة وبالمحصلة تصب الأمور في مصلحة شعب كوردستان، وهنا أود الإشارة الى بعض ملامح البنية التحتية التي تم ارساؤها في الوزارة التاسعة:
1- ان برنامج الكابينة التاسعة كان منذ البداية برنامج مأسسة وبناء مؤسسات الدولة في كوردستان، ومن اجل ذلك فقد كانت أولوية هذه الكابينة هي بناء البنى التحتية في كافة القطاعات المختلفة للحكومة في إقليم كوردستان. وقد شهدنا ثمار بناء هذه البنية أثناء فترة الوزارة التاسعة، خصوصا من حيث الاهتمام مأسسة الوزارات وهيئات الإدارية والطرق والجسور، التعامل البناء مع مصادر المياه الجوفية وبناء عشرات السدود و… الخ.
2- فيما يتعلق بتوسيع علاقات إقليم كوردستان مع البلدان الأجنبية، فقد سعت الكابينة التاسعة الى بناء علاقات دبلوماسية وعزز إقليم كوردستان موقعه الدبلوماسي من خلال توسيع علاقاته مع الدول الأجنبية وأقام علاقات جيدة مع دول المنطقة والدول العربية والعديد من الدول الأوروبية والتحالف الدولي، وفتح قنوات للعلاقات مع البلدان التي ليست لديها قنصليات او ممثليّات في إقليم كوردستان، وقامت بتهيئة أرضية تسمح بفتح هذه البلدان قنصليات وممثليات لها في إقليم كوردستان وكذلك بأن تقوم حكومة الإقليم بفتح ممثلية لها في هذه الدول.
3- وفيما يتعلق بالوضع الأمني في كوردستان، تمكنت حكومة إقليم كوردستان من حماية أمن كوردستان وتجنب الصراعات التي حدثت في المنطقة.
4- نقطة مهمة جدا فيما يتعلق بالكابينة التاسعة التي تستوجب الإشارة والتوقف عندها، هو انه منذ بداية هذه الوزارة وطوال أمدها (2019- 2025) لم تكن بيئة العمل مستقرّة وتعرض الإقليم خلال هذه المدة لمشكلات عسيرة، وهنا اشير الى البعض منها:
أ- نهاية عام 2019 وبسبب تظاهرات تشرين ساد الاضطراب في الأوضاع السياسية للعراق ووصلت الأمور الى الحد الذي استقال د. عادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق آنذاك، وادى ذلك الى تحول الاتفاق الذي ابرمه إقليم كوردستان مع الأطراف الشيعية الى مجرد حبر على الورق ولم ينفذ، واستمرت هذه الأوضاع حتى تشكيل حكومة محمد شياع السوداني عام 2022.
ب- بداية عام 2020 انتشرت جائحة الكورونا كوباء عالمي وشمل إقليم كوردستان أيضا، ومع اعلان الحجر العام وظروفها القاهرة، فقد تدهورت أسعار النفط الى دون الصفر.
ج- بعد الانتخابات النيابية نهاية عام 2021، فقد تعرضت العملية السياسية في العراق الى الشلل بسبب انشقاق التيار الصدري من جهة والاطار التنسيقي الشيعي من جهة أخرى، وخلال هذه الظروف تحول إقليم كوردستان الى هدف المجاميع المسلحة الشيعية التي اخذت تهاجم كوردستان بالصواريخ والمسيّرات، وبلغت الأمور حدا تعرضت فيه أربيل عاصمة إقليم الى هجمات بالصواريخ الباليستية من قبل الحرس الثوري الإيراني.


د- تم تحويل المحكمة الاتحادية الى أداة لمعاداة إقليم كوردستان والتي اصدرت العديد من القرارات غير الدستورية ضد الاقليم، مثل إيقاف تصدير نفط الإقليم، حل برلمان كوردستان ومفوضية الانتخابات والاستفتاء في كوردستان.
هـ- العائق الرئيس بالنسبة للكابينة التاسعة هو ان الأطراف السياسية المنضوية تحت سقف الكابينة التاسعة كانت تتعامل من منطلق المعارضة مع الحكومة، لم تكن هذه الأطراف عضيدة لرئيس الحكومة السيد مسرور بارزاني من اجل تطبيق البرنامج الحكومة بنجاح.
و- قطع الميزانية والمستحقات المالية لإقليم كوردستان وتنفيذ سياسة تجويع شعب كوردستان من قبل الحكومة العراقية، وهي إحدى المشاكل التي تواجه حكومة إقليم كوردستان والشعب الكوردي وخلقت الكثير من المشاكل الاقتصادية لحكومة إقليم كوردستان.
وفي لجة كل هذه المشكلات والمعوقات التي واجهت الحكومة التاسعة لإقليم كوردستان، ومع انه لم يتيسر تنفيد البرنامج الحكومي مثلما هو، لكن تم التعامل منطقيا على مستوى إدارة الأزمات والعثور على حلول للمشكلات، وأكثر من ذلك فقد استطاعت الحكومة تهيئة الأرضية المناسبة لاجراء الانتخابات النيابية لبرلمان كوردستان بشكل حرّ مع ضمان نجاح العملية.
بحسب اعتقادي، بعد الانتخابات النيابية الناجحة للدورة السادسة من برلمان كوردستان، حان الوقت بأن نمنح جميعنا الدعم الى السيد مسرور البارزاني فرصة أخرى ليتولى رئاسة الوزارة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان، لكي يتمكن من ادامة مشاريع الوزارة التاسعة وان يقود إقليم كوردستان الى مرحلة أكثر قوّة وثباتا، وهذا الأمر يستحق الدعم منّا جميعا.
ومثلما اختط الرئيس مسعود البارزاني زعيم حركة التحررية الوطنية الكوردستانية خارطة طريق المرحلة السياسية لمستقبل إقليم كوردستان، وهي خارطة طريق تلبي وتجسد مطالب الشارع الكوردستاني بشكل أوسع، وذلك من خلال الاتحاد ووحدة الصف الوطني ضمن اطار «إقليم واحد، برلمان واحد، حكومة واحدة، قوات بيشمركة موحدة»، ومن خلال تطبيق خارطة الطريق هذه يمكن أن يكون لدينا حكومة موحدة، وهذه الحكومة الموحدة سيكون باستطاعتها تقوية موقع إقليم كوردستان داخل المعادلة السياسية للشرق الأوسط والمنطقة التي نعيش فيها، وهذا هو بالتالي تحقيق لمطلب كافة القوى السياسية الكوردستانية، ومن اجل ذلك يستوجب ان ندعم هذه الحكومة الموحدة.
من ناحية أخرى من المهم ان نتوقف عندها، نحن الأطراف السياسية الكوردستانية يجب ان لا ننظر الى حكومة إقليم كوردستان وكأنها حكومة الحزب الفلاني أو العلاني، بل يجب ان ننظر اليها كحكومة كافة شعب كوردستان، ومن المهم ان تكون لحكومة إقليم كوردستان السلطة على كامل جغرافية كوردستان، من خلال هذا الاتجاه فقط يمكننا ان نخطو لمستقبلا أفضل لنا، وبهذا سيكون بالإمكان أن يكون صوتنا اكثر علوّا على المستوى الداخلي والعراقي والاقليمي والدولي، ونستطيع ان نكون اكثرا إصرارا فيما يتعلق بمشكلاتنا مع العراق وان نضمن حقوقنا ونثبت مطالبنا، ويكون لنا ثقل اكبر على مستوى المنطقة.
اذن فهذه القراءة تقول لنا، ان قوّتنا في إقليم كوردستان منبعها الاتحاد ووحدة صف كافة القوى السياسية الكوردستانية، ويجب ان نحقق وحدة الخطاب ووحدة الموقف ووحدة الصف والصوت، ونسعى لاتمام ورقة العمل التي لم تنجز في الوزارة التاسعة من اجل ان نتممها في الوزارة العاشرة.
علينا النظر الى تشكيل الوزارة العاشرة من حكومة إقليم كوردستان من منظار قومي ووطني، يجب على القوى السياسية الفائزة في الانتخابات النيابية الأخيرة ان تراعي المصلحة القومية والوطنية وان تكون مستعدة للترحيب بالاجتماع الأول لبرلمان كوردستان. حقيقة نحن في هذه المرحلة بأمس الحاجة الى نزع «لباس الحزبية» وارتداء «اللباس الكوردستاني» الوطني.
وبالنظر إلى الحرب الحالية والوضع المعقد في الشرق الأوسط، والحرب في غزة ولبنان وإسرائيل، فضلاً عن الحرب في روسيا وأوكرانيا، والتي تؤثر على الشرق الأوسط و أوروبا وجزء كبير من العالم، ويجب أن ندرك أن كل ذلك سيؤثر على وضعنا، لذا علينا أن نجهز أنفسنا في هذه المرحلة لمعرفة كيفية التعامل مع هذا الوضع، وكيفية التعامل مع عواقب واحتمالات وتطورات هذا الوضع المعقد، لذلك علينا في هذه المرحلة ان نقوم بالاستعدادات اللازمة لاستقبال المرحلة المقبلة، من اجل الاهتداء الى كيفية التعامل مع هذه الظروف، وكيف نتعامل مع مخرجات واحتمالات ومستجدات هذه الظروف المعقدة. حاليا نحن بحاجة الى التكاتف والتعاون والتآلف، نسعى لتعزيز موقع كوردستان، نجاح كوردستان هو نجاح لنا جميعا، ويجب علينا النظر الى هذه القضية الوطنية من هذا المنظار بالتحديد.

* السكرتير العام للإتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني YNDK

شاهد ايضا

Focus Mode