الانفتاح التجاري العالمي وعنوانه منظمة التجارة العالمية يشريف على نهايته اما العهد الجديد فعنوانه حروب التجارة
والعودة إلى نظام الحماية الجمركية.
هناك اليوم تسونامي بدأته الولايات المتحدة التي تفرض رسوما جمركية متنوعة النسب لا تستثني احدا والدول التي
تستطيع أن تفوز باقل نسبة منها تعتبر رابحة.
السوق الاميركية سوق استهلاكي كبير لا يوجد دولة الا ولها مصالح تجارية في هذه السوق لكن ليس هذا هو سبب
مخاوف الدول من فرض الرسوم بل اهم هو مقدار الهيمنة الاميركية على أنظمة التجارة وحصة اقتصادها من
الاقتصاد العالمي.
الاردن دخل عالم العولمة التجار ية ولم يتخلف عنها وعقد اتفاقات تجارة حرة مع بلدان متقدمة لا يستطيع أن يدخل
معها في منافسة عادلة. والنتيجة أن المستوردات الاردنية تعادل ثلاثة أمثال الصادرات، وتحقق عجزًا يصل في بعض
السنوات إلى 3ر8 مليار دينار أو %30 من الناتج المحلي الاجمالي لذلك هو يتاثر بأية تقلبات في النظام التجارة
العالمي ويتأثر بأية خطوة تقدم عليها الدول في رفع الرسوم الجمركية وهو لايستطيع أن يبادلها بالمثل لانه
ببساطة يستورد منها اكثر مما يصدر باستثناء السوق الاميركية التي تجاوزت فيها صادراته مستورداته بفضل اتفاقية
المناطق المؤهلة قبل أن تتطور إلى اتفاق تجارة حرة شاملة ليحمل لقب رابع دولة على مستوى العالم توقع مثل
هذه الاتفاقية انذاك.
فاز الرئيس اميركي دونالد ترامب برئاسة أميركا لانه تعهد من بين عناوين عدة بحماية الاقتصاد الاميركي بفرض
رسوم جمركية على دول العالم وهو قد فعل وها هو ذا يعيد النظر في جميع الاتفاقات التجارية التي تربط أميركا
بالعالم، فهو يأخذ بسياسة اميركا اوًلا عبر استعادة الصناعات الاميركية التي غادرت بحثا عن تكاليف اقل ومنافسة
اكبر.
إذا كانت الصين في مقدمة شركاء أميركا التجاريين التي تصدر إلى أميركا أربعة أضعاف ما تستورده منها لم تفلت
من هذه السياسة المتطرفة تجاريا فماذا قد تفعل دول صغيرة تتجاوز صادراتها إلى اميركا المليار دور!!..
يلوم اقتصاديون الحكومة على أنها لم تفعل شيئا او أنها لم تفاوض كما يجب مع ان دولا كبيرة اقتصاديا لم تستطع
ذلك وهي تملك ما تملكه من أدوات ضغط مؤثرة لكنها لاتساوي شيئا امام هذا التسونامي.
لذلك كان مقبو لا ما اعتبره وزير الصناعة من ان النسبة التي فرضت على الصادرات الاردنية تنافسية لان ما فرض
على سواها من اقتصاديات كبرى وأكثر تصدير كانت اعلى بكثير.
في ظل هذا التسونامي ليس ممكنا طرح معادلة صفر ية كما كان في السابق بل المقبول هو تحقيق اقل نسبة
ممكنة إلى أن تتغير احوال والى ان يأتي موعد تجديد اتفاقية التجارة الحرة والسعي إلى تخفيف ما يمكن تخفيفه
باشتراطات اكثر مرونة.
الاردن اقتصاد صغير وغير مؤثر في السوق العالمية او في السوق الاميركية وهو يستطيع ان يمارس بعض
الاجراءات الحمائية وهو من حقه لكنه لا يستطيع ان يفرض شروطا ليس بمقدوره فرضها كما يطالب البعض
الكاتب الصحفي،عصام قضماني