الرئيسية رئيسيتايلاند وكمبوديا.. غارات تمزق الهدنة الأمريكية الهشة

تايلاند وكمبوديا.. غارات تمزق الهدنة الأمريكية الهشة

من mk
A+A-
Reset

على حدودٍ عرفت التوتر أكثر من السكون، عاد صوت الطائرات يمزق صمت الحدود الفاصلة بين تايلاند وكمبوديا، وذلك بعد هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة قبل أسابيع فقط، بدا أنها هشة بما يكفي لأن يتبخر أثرها مع أول شرارة اشتباك، ومع تبادل الاتهامات بين الجارتين، عاد شبح القتال يخيّم من جديد على منطقة لم تتعافَ بعد من معارك دامية خلّفت قتلى من الجنود والمدنيين.

تبادل الاتهامات
وحسب شبكة “nbcnews” الأمريكية فإن تايلاند شنَّت، الاثنين، غارات جوية على طول الحدود المتنازع عليها مع كمبوديا، في وقت اتهم كل طرف الآخر بإطلاق النار أولًا، وأوضحت أن التوترات تصاعدت منذ توقيع هدنة في أكتوبر بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما شهدت المنطقة خمسة أيام من القتال في يوليو أسفرت عن مقتل العشرات.

وصرح المتحدث باسم الجيش التايلاندي اللواء وينثاي سوفاري، بأن القوات الكمبودية أطلقت النار على الأراضي التايلاندية في مواقع متعددة، مشيرًا إلى مقتل جندي تايلاندي وإصابة أربعة آخرين، بينما بدأت عمليات إجلاء للمدنيين من المناطق المتضررة، وأضاف أن بلاده استخدمت الطائرات لضرب أهداف عسكرية عدة “لقمع الهجمات النارية الداعمة للقوات الكمبودية”.

في المقابل، نفت مالي سوتشيتا، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، هذه الرواية، مؤكدة أن الجيش التايلاندي هو من بدأ الهجوم، وأن كمبوديا لم ترد على الضربات الأولية، داعية تايلاند إلى وقف جميع الأنشطة التي تهدد الاستقرار فورًا.

توتر متصاعد
أعلنت وزارة التعليم الكمبودية إغلاق عدد من المدارس على طول الحدود، بينما أظهرت صور على صفحتها في فيسبوك طلابًا يغادرون فصولهم مسرعين نحو أسرهم، بعضهم يستقل دراجات نارية وآخرون يهربون على الأقدام.

وأشارت nbcnews إلى أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة كاد أن ينهار الشهر الماضي بعد إصابة جنود تايلانديين بألغام أرضية، ما دفع بانكوك إلى تعليق تنفيذه إلى أجل غير مسمى، وسط تبادل جديد للاتهامات رغم استمرار التعاون في عمليات إزالة الألغام.

كما وقع إطلاق نار قصير يوم الأحد، تبادل فيه الطرفان الاتهامات بشأن المسؤولية، إذ أعلن الجيش التايلاندي أن نيرانًا كمبودية أصابت جنديين تايلانديين وردت قواته بإطلاق النار لمدة 20 دقيقة، بينما أكدت كمبوديا أن الجانب التايلاندي هو من بادر بالهجوم. وفي منتصف نوفمبر، أعلن ترامب أنه نجح في إيقاف الحرب بين البلدين وسط تصاعد التوترات.

جذور قديمة
تذكر الصحيفة الأمريكية أن العداوة بين البلدين تمتد لقرون، حين كانت كل منهما إمبراطورية متصارعة، أما جذور النزاع الحدودي الحديث فتعود إلى خريطة عام 1907 التي وضعتها فرنسا عندما كانت كمبوديا تحت حكمها الاستعماري، وهي خريطة تقول تايلاند إنها غير دقيقة.

وفي عام 1962، منحت محكمة العدل الدولية السيادة لكمبوديا على منطقة تضم معبد برياه فيهير الذي يعود تاريخه إلى ألف عام، وهو قرار ما زال يثير غضب العديد من التايلانديين.

وأصبح اتفاق وقف إطلاق النار الحالي لا يقدم طريقًا لحل خلافات الجانبين حول ترسيم الحدود أو جذور النزاع الطويلة، ما يجعل المنطقة عرضة لأي اشتعال جديد يعيد الدمار إلى الواجهة.

شاهد ايضا

Focus Mode