بقلم : مهند عباس حدادين
أصبحت منطقة الشرق الأوسط اليوم بحاجة الى ان تكون خالية من السلاح النووي ،لتجنب أي إنزلاقات مستقبلية تشعل فتيل الحرب النووية العالمية والتي ستكون أقرب من أي وقت مضى نتيجة التعقيدات التي حصلت فيها آخر عامين.
لقد أدرك العالم كما أدرك العرب مؤخرا لماذا أرادت إسرائيل التفرد بالسلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط وبدعم من الغرب،والتي كشفت عن نواياها الإستعمارية والتوسعية على حساب دول الشرق الأوسط وخصوصا الدول المجاورة لها عندما ورد على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نتنياهو عندما أشار الى دولة إسرائيل الكبرى وما تضمنه من نوايا إستعمارية توسعية.
إن الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على إيران بمساعدة الولايات المتحدة لتدمير برنامجها النووي من أجل أن تبقى إسرائيل هي الدولة الوحيدة المهيمنة في منطقة الشرق الأوسط والتي ستكمل مخططها الإستعماري التي كانت تنشده منذ عقود مضت وبدعم غربي،فالسلاح النووي الإسرائيلي والغير معلن والذي يقدر ب300 قنبلة نووية قادر على تدمير جميع دول الشرق الأوسط ليبقى ردعا لمن يقف في طريق مخططاتها الإستعمارية والتوسعية،ناهيك عن تفوق سلاحها الجوي بتمكين من الغرب.
لقد تبين أن إسرائيل لا تخشى أن تهاجمها أي دولة في الشرق الأوسط،كما تدّعي امام الإعلام العالمي،فهي تحتفظ بسلاحها النووي لتمكينها من التوسع واحتلال الدول المجاورة.
من هنا وجب التحرك الفوري من قبل دول الشرق الأوسط الإقليمية والعربية للتوجه بإتجاهين :
الإتجاه الأول ،الضغط العالمي لنزع سلاح إسرائيل النووي بالتزامن مع نزع برنامج إيران النووي.
الإتجاه الثاني، التحرك على مجلس الأمن الفوري لتطبيق الفصل السابع على إسرائيل،كونها دولة إستعمارية تبيد الشعوب وتحاصرها وأصبحت خطرا على حياة شعوب دول الشرق الأوسط،فما فعلته من قتل وتجويع لأهل غزة وغالبيتهم من النساء والأطفال،ومهاجمتها للبنان وسوريا واليمن والعراق وقتل المدنيين الأبرياء،وعدم إكتراثها لمواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وقرارات المحكمة الجزائية التي حكمت على قادتها بالسجن لإرتكابهم الإبادات للشعب الفلسطيني، كل ذلك لن يمنع إسرائيل من التغول على دول الشرق الأوسط وتعريض شعوبه للخطر من قتل وتجويع وتهجير.
مدير مركز جوبكينز للدراسات الإستراتيجية.
الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي.
المهندس مهند عباس حدادين