حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم الجمعة، من ارتفاع أسعار المواد الغذائية في قطاع غزة إلى مستويات غير مسبوقة، نتيجة تدمير إسرائيل للأراضي الزراعية وسيطرتها عليها.
وقالت “الأونروا” في تدوينة عبر منصة “إكس”، إن جميع الأراضي الزراعية في قطاع غزة أصبحت مدمرة أو يتعذر الوصول إليها، مما ترك العائلات الفلسطينية بلا دخل ورفع أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية بعد عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.
وأضافت الوكالة أن العائلات الفلسطينية التي كانت تعيش من نتاج أرضها لم يعد لديها أي مصدر دخل، وبالتالي لم تعد قادرة على تحمل تكاليف المواد الغذائية حتى بعد عودتها إلى الأسواق.
وحذرت “الأونروا” من استمرار ارتفاع الأسعار، قائلة إن سعر كيلو الطماطم الذي كان يبلغ 60 سنتًا أصبح الآن 15 دولارًا إن وُجد أصلاً، مؤكدة على ضرورة تدفق غير مقيد للمساعدات الإنسانية إلى غزة إلى أن يتم إعادة بناء القطاع الزراعي المنهار.
من جانبه، ذكر مصادر أن الأسواق في غزة تشهد تحولاً اقتصادياً ملموساً بعد اتفاق وقف إطلاق النار، تمثل في انخفاض أسعار السلع الأساسية، حيث تراجع سعر كيلو السكر من 500 شيكل إلى 5 شواكل، وكيس الطحين من 600 شيكل إلى 45 شيكلاً، كما انخفض سعر الأرز من 100 شيكل إلى 17 شيكلاً، والعدس من 80 شيكلاً إلى 9 شواكل، في حين هبط سعر الشامبو من 70 شيكلاً إلى 8 شواكل. (الدولار يعادل 3.3 شواكل).
وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تجاوزت خسائر القطاع الزراعي 2.8 مليار دولار بسبب تعطل أنشطة الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، ما انعكس سلباً على الدورة الاقتصادية.
وأوضح المكتب أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر أكثر من 94% من الأراضي الزراعية في القطاع من أصل 178 ألف دونم، لتتراجع القدرة الإنتاجية من 405 آلاف طن سنوياً إلى نحو 28 ألف طن فقط. كما تقلصت مساحة الأراضي المزروعة بالخضراوات من أكثر من 93 ألف دونم إلى 4 آلاف دونم، فيما دُمر 1233 بئراً زراعياً وأكثر من 85% من الدفيئات الزراعية.
وفي السياق، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه يمتلك الغذاء والفرق والشبكات اللازمة لإطعام جميع الفلسطينيين في قطاع غزة لمدة 3 أشهر، شريطة استمرار وقف إطلاق النار.
وأكد البرنامج عبر تدوينة في منصة “إكس”، استعداده لزيادة المساعدات الغذائية إلى غزة بعد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عقب عامين من الإبادة الإسرائيلية التي خلّفت 67,967 قتيلاً و170,179 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى وفاة 463 شخصاً جوعاً بينهم 157 طفلاً.
