الرئيسية رئيسيالاستثمار الوطني.. القيمة في الاثر لا في الاسم التجاري

الاستثمار الوطني.. القيمة في الاثر لا في الاسم التجاري

من admin
A+A-
Reset

الدكتور نضال المجالي

في المشهد الاقتصادي الأردني، تتأكد يوما بعد يوم حقيقة بسيطة: أن الثقة والصدق هما رأس المال الحقيقي لأي استثمار مستدام. فالمشاريع التي تُبنى على الصبر والتخطيط والالتزام لا تحتاج إلى ضجيج لتُثبت حضورها، بل تكفيها نتائجها التي تتحدث عن نفسها على أرض الواقع، في شكل فرص عمل حقيقية ونمو اقتصادي متوازن، واستمرار بالرغم من كل الظروف.

ومن النماذج التي تُجسّد هذا النهج ما تقدمه مجموعة شركات عرموش عبر استثماراتها المتنوعة في القطاعات البحرية والسياحية وقطاع المطاعم العالمية مثل ماكدونالدز. هذه التجارب لم تأت بمحض الصدفة، بل انطلقت من رؤية وطنية واضحة ترى في الاستثمار وسيلة لبناء الإنسان والاقتصاد معا، لا مجرد وسيلة لتحقيق الربح.

لقد نجحت المجموعة في تقديم نموذج متميز يجمع بين العلامة العالمية والإدارة المحلية، حيث تُدار هذه المشاريع بأيد أردنية، وتُغذّى بخبرات وطنية، لتصبح مثالا على ما يمكن تسميته بـ “العولمة بنكهة محلية” — جودة عالمية، وتنفيذ محلي، وانتماء وطني.

وهنا تبرز قاعدة اقتصادية عالمية يجب تذكير الجميع بها:

“حين تصل حصة المستثمر المحلي إلى 51%، فإن الاستثمار يُعد وطنيا بامتياز.” فكيف ان تجاوزت الحصة ووصلت لأقرب ما تكون 100%

فكيف إذا كانت كل كوادره التشغيلية والإدارية أردنية بالكامل، وكل خدماته المساندة من موردين ومتعهدين وحتى حاملي الخدمة بأبسط نماذجها تنتمي لهذا الوطن؟

ورغم وضوح هذه الحقائق، فإن بعض الأصوات تحاول أحيانا الخلط بين العلامة العالمية والملكية المحلية، متناسية أن الفارق كبير بين منتج أجنبي كامل يُدار من الخارج واستثمار وطني يستخدم علامة عالمية لكنه يُدار ويُشغّل ويستثمر بأيد أردنية.

إنّ الهجوم غير المنصف على مثل هذه النماذج ليس نقدا اقتصاديا بقدر ما هو منافسة سوقية قصيرة النفس، لأن التجارب علمتنا أن الجودة بالنكهة لا تُستنسخ، وأن السوق لا يحفظ إلا من يعمل بثقة وصدق واستدامة.

وهنا يبرز أيضا الفرق بين الاقتصادي ورجل الأعمال:

• الاقتصادي يقرأ الأرقام ويحلل الاتجاهات،

• أما رجل الأعمال الحقيقي فهو من يصنع هذه الأرقام ويحوّلها إلى واقع، عبر مشاريع تُشغّل الناس وتُنعش الاقتصاد وتُبقي الثقة حية بين رأس المال والمجتمع.

إنّ استثمارات كمجموعة عرموش للاستثمارات ليست مجرد قصص نجاح، بل رسائل ثقة في مستقبل الاقتصاد الأردني، ورسالة بأن الانفتاح على العالم لا يعني التنازل عن الهوية، بل تأكيدها بطرق أكثر نضجا وفاعلية.

شاهد ايضا

Focus Mode