خبر جديد: أعلن المركز الوطني لتطوير المناهج عن إطلاق منهاج “المهارات الرقمية” في إطار خطة تطوير تربوية شاملة تستهدف الصفوف من الأول الأساسي حتى الثاني عشر. يهدف هذا المنهاج إلى تمكين الطلبة من اكتساب مهارات المستقبل، وتعزيز قدرتهم على التفاعل مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، بالإضافة إلى دعم بناء اقتصاد رقمي معرفي.
ويحل هذا المنهاج الجديد مكان منهاج الحاسوب التقليدي، حيث بدأ تطبيقه فعليًا في الصفوف السابع والتاسع والحادي عشر خلال العام الدراسي 2024/2025. ومن المقرر استكمال تطبيقه في الصفوف الثامن والعاشر والثاني عشر اعتبارًا من العام الدراسي 2025/2026. كما تم إعداد كتب أنشطة تفاعلية للصفوف من الأول حتى السادس تراعي الخصائص النمائية للطلبة، وتتناول مجالات مثل العلوم، والرياضيات، والدراسات الاجتماعية، واللغة العربية، إضافة إلى أدلة إرشادية للمعلمين.
وأكد المركز أن تطوير المنهاج جاء استجابة للتطورات التكنولوجية المتسارعة، ويهدف إلى تحديث النظام التعليمي الوطني لتمكين الطلبة من اكتساب مفاهيم متقدمة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والبرمجة، وتحليل البيانات، وإنترنت الأشياء، إلى جانب تعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداعي والإنتاج الرقمي منذ المراحل الدراسية المبكرة.
وفي هذا السياق، صرّح رئيس فريق الإشراف على تأليف المنهاج، وليد خالد سلامة، أن “المهارات الرقمية” يمثل تحولًا نوعيًا في فلسفة التعليم، حيث ينقل الطلبة من متلقين للمعلومة إلى صانعين لها، ويعزز تفاعلهم مع التكنولوجيا والابتكار منذ سن مبكرة. وأضاف أن الفريق عمل على إعداد المنهاج استنادًا إلى معايير عالمية، معززًا بأدوات تطبيقية داخل الصفوف الدراسية وخارجها.
ويتضمن المنهاج ثمانية مجالات رئيسية هي: أنظمة الحوسبة، وأثر الحوسبة، والشبكات والإنترنت، وتحليل البيانات، وإنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والخوارزميات والبرمجة. تم إعداد المحتوى وفق معايير دولية مثل معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم (ISTE)، ومعايير معتمدة في دول مثل المملكة المتحدة، سنغافورة، والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى الوثائق الإطارية الخاصة بالمناهج الأردنية.
كما يتميز المنهاج بتبنّيه نهج التعلم القائم على المشاريع، حيث يُبنى كل وحدة دراسية حول مشروع تطبيقي ينفذه الطلبة في سياق منظم، بالإضافة إلى مشاريع جماعية بإشراف المعلمين، سواء داخل الصفوف أو عبر التعليم عن بُعد. كما يُشجّع المنهاج على التعلم الذاتي واستخدام أدوات التعليم الرقمي، وهو ما يمثل نقلة نوعية عن أساليب التعليم التقليدية المعتمدة على التلقين.
وأشار فريق التطوير إلى أنه يتم حاليًا إعداد برامج تدريبية متخصصة لتمكين المعلمين من تطبيق المنهاج بشكل فعّال داخل الصفوف الدراسية.
إطلاق منهاج “المهارات الرقمية” يعكس التزام المركز الوطني لتطوير المناهج بتحديث المناهج الوطنية بما يتماشى مع تطلعات الأردن نحو التحول الرقمي، ويعزز بيئة تعليمية تشجع على الإبداع والتميز والاستعداد لمستقبل رقمي.
