الرئيسية رئيسيما الذي يجب معرفته عن الإعصار ميليسا

ما الذي يجب معرفته عن الإعصار ميليسا

من mk
A+A-
Reset

أصدر البنتاغون الأميركي لقطات مصوّرة من داخل الإعصار ميليسا، بعد أن نفّذت طائرة تابعة لسلاح الجو الأميركي من سرب الاستطلاع الجوي رقم 53، والمعروف باسم “صيادو الأعاصير”، عدة رحلات عبر مركز الإعصار يوم الاثنين، لجمع بيانات جوية دقيقة لصالح المركز الوطني للأعاصير.

الإعصار ميليسا بات قريباً من الوصول إلى اليابسة في جامايكا، كأقوى إعصار يضرب الجزيرة منذ بدء تسجيل البيانات قبل 174 عاماً، بحسب وكالة الأسوشييتد برس.

وفي يوم الثلاثاء، اشتد الإعصار أثناء تقدمه البطيء نحو جامايكا، حيث استعدّ السكان والسلطات لمواجهة رياح كارثية وفيضانات وانهيارات أرضية، إذ يُعد ميليسا من أقوى الأعاصير التي شهدها المحيط الأطلسي في التاريخ الحديث.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية الصادرة عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية (NOAA) الإعصار في كامل قوته يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، بينما كانت الأمواج العاتية تضرب العاصمة كينغستون، وتتصاعد التحذيرات من اقتراب العاصفة.

الإعصار يضرب جامايكا وكوبا

فجر الأربعاء، وصل الإعصار ميليسا إلى شرق كوبا مصحوباً برياح بلغت قوّتها الدرجة الثالثة، بعد أن تسبب في دمار واسع في جامايكا عندما وصلها كإعصار من الدرجة الخامسة يوم الثلاثاء.

وقال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل عبر منصة “إكس” إن السلطات أجلت أكثر من 735 ألف شخص من المناطق الشرقية، مشيراً إلى أن التوقعات تشير إلى أضرار “كارثية” محتملة في سانتياغو دي كوبا والمناطق المحيطة بها.

توقعت الأرصاد أن يعبر الإعصار الجزيرة صباح الأربعاء قبل أن يتجه لاحقاً نحو جزر البهاما .

وذكرت التقارير أن جنوب وجنوب غرب جامايكا شهدا أضراراً جسيمة، بينها تدمير أربعة مستشفيات وانقطاع الكهرباء عن أكثر من نصف مليون منزل.

أقوى إعصار في تاريخ جامايكا

دخل ميليسا السجلات كأقوى إعصار يضرب جامايكا منذ بدء تسجيل الأعاصير قبل 174 عاماً. فقد وصلت سرعة الرياح إلى 185 ميلاً في الساعة (295 كيلومتراً في الساعة)، وضغطه المركزي إلى 892 مليبار، وهو رقم يعادل إعصار يوم العمال عام 1935 في فلوريدا من حيث الضغط الجوي، ويطابق سرعة الرياح المسجلة في إعصار دوريان عام 2019، وفقاً للخبيرين فيل كلوتسباخ (جامعة ولاية كولورادو) وبراين ماكنولدي (جامعة ميامي).

وتسبب الإعصار في انقطاع الكهرباء، وسقوط الأشجار، وانهيارات أرضية، وغمر واسع للمناطق الساحلية، كما ألحق أضراراً كبيرة بالمنازل والبنى التحتية.

المركز الوطني للأعاصير حذر من أن الوضع في جامايكا كان “خطيراً للغاية”، داعياً السكان إلى البقاء في الملاجئ حتى انقضاء العاصفة.
في الأثناء، جهزت وكالات الأمم المتحدة وعشرات المنظمات الإنسانية مخزونات مسبقة من الأغذية والأدوية والإمدادات الأساسية تمهيداً لتوزيعها فور تحسن الأحوال الجوية.

تهديدات تمتد إلى كوبا والدومينيكان وهايتي

حذر المركز الوطني للأعاصير من فيضانات وانهيارات أرضية كارثية محتملة في كوبا وجزيرة هيسبانيولا التي تضم هايتي وجمهورية الدومينيكان.
وقالت السلطات الكوبية إنها بدأت إجلاء أكثر من 700 ألف شخص من المناطق الساحلية المنخفضة، وسط توقعات بارتفاع الأمواج إلى 12 قدماً (3.6 أمتار) وهطول أمطار قد تصل إلى 20 بوصة (51 سنتيمتراً) في شرق كوبا.

كما توقع المركز أن تهطل كميات تتراوح بين 13 و26 سنتيمتراً من الأمطار على جزر البهاما وجزر تركس وكايكوس، ما قد يؤدي إلى فيضانات مفاجئة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء.

تسارع غير مسبوق في شدة الإعصار

تحول الإعصار ميليسا من عاصفة استوائية يوم الثلاثاء الماضي إلى إعصار من الدرجة الخامسة بحلول الاثنين — في ظرف أقل من 24 ساعة، وهو تسارع نادر الحدوث.

ويرى العلماء أن ارتفاع حرارة المحيطات نتيجة التغير المناخي هو العامل الرئيسي في هذا التصعيد السريع، إذ وصلت حرارة المياه إلى درجتين إلى ثلاث درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي، مما ضاعف سرعة الرياح في وقت قياسي.

وأوضح خبراء المناخ أن ميليسا هو رابع إعصار في المحيط الأطلسي هذا العام يمر بمرحلة “التكثّف السريع” (Rapid Intensification)، وهي الحالة التي تزداد فيها سرعة الرياح المستمرة للإعصار بأكثر من 35 ميلاً في الساعة (56 كم/س) خلال أقل من يوم.
هذا التسارع يجعل من التنبؤ بمسار الأعاصير والتخطيط لحالات الطوارئ أكثر صعوبة، ويزيد من مخاطر الكوارث في الدول الجزرية الضعيفة البنية التحتية.

شاهد ايضا

Focus Mode