الرئيسية المنوعاتالترطيب وصحة الكلى: ماذا يحدث عند نقص الماء؟

الترطيب وصحة الكلى: ماذا يحدث عند نقص الماء؟

من mk
A+A-
Reset

تعمل الكلى بلا كلل على تنقية الدم وتنظيم توازن السوائل والمواد الكيميائية. فهي تزيل الفضلات مثل اليوريا والماء الزائد، وتحافظ على مستويات المعادن الأساسية (الصوديوم والبوتاسيوم وغيرها)، كما تساعد في تنظيم ضغط الدم. وحتى تقوم الكلى بوظيفتها على أكمل وجه، فهي بحاجة إلى الترطيب المناسب.

ماذا تحتاج الكلى للقيام بوظائفها؟
تحتاج الكلى إلى الماء الذي يعمل كوقود لنظام الترشيح فيها. إذن، ماذا يحدث لكليتيك عندما لا تشرب كمية كافية من الماء؟ هل تتقلصان؟ اتضح أن الإجابة أكثر تعقيدًا بعض الشيء.

الترطيب: أفضل صديق لكليتيك
الماء ليس اختياريًا، بل ضروري؛ فهو يحافظ على تدفق الدم، وتصفية الكلى، وطرد الفضلات بسلاسة. كما أن الحفاظ على رطوبة الجسم يساعد على الوقاية من الحصوات والالتهابات وارتفاع ضغط الدم. الترطيب الجيد يعني الاهتمام بجسمك، وليس مجرد شرب السوائل بشكل عشوائي، بل يجب شرب الماء بانتظام، وتناول أطعمة غنية بالماء مثل الخيار والبطيخ. كما يجب الانتباه لعلامات جفاف الكلى، مثل تغير لون البول إلى الداكن.

تشير الأبحاث إلى أن شرب كمية كافية من الماء قد يُبطئ تدهور وظائف الكلى. وقد وجدت دراسات أُجريت على عدد كبير من الناس أن زيادة تناول السوائل ترتبط بتباطؤ انخفاض معدل الترشيح الكبيبي المقدر (eGFR)، وهو مقياس لمدى كفاءة الكلى في الترشيح، وبالتالي انخفاض خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الحفاظ على رطوبة الجسم على منع تكوين حصوات الكلى والتهابات المسالك البولية، وهي مخاطر شائعة على الكلى.

ماذا يحدث عندما تُصاب بالجفاف؟
الجفاف ليس شيئًا يجعلك تشعر بالغثيان والدوار فحسب، فسلبياته أكثر من ذلك بكثير. يمكن أن يسبب الجفاف نقص السوائل في الجسم، وما يترتب على ذلك مجموعة من المشكلات الصحية، بداية من الانزعاج البسيط وصولًا إلى المشكلات الصحية الخطيرة. تشمل الأعراض العطش، والدوار، والصداع، والإرهاق. كما قد يؤدي الجفاف الشديد إلى أعراض مثل الارتباك وتسارع في ضربات القلب، وحتى نوبات صرع، مما يتطلب عناية طبية فورية.

وعندما تتسرب السوائل من جسمك، تنتقل كليتاك إلى وضع الحفظ، فتُحفزان إفراز الفازوبريسين (ADH)، ويحفزان احتباس الماء والصوديوم للحفاظ على ترطيب الجسم. وفي الحالات الخطيرة، قد يؤدي الجفاف إلى إصابة كلوية حادة (AKI)، والتي تظهر عندما تعجز كليتاك فجأةً عن تصفية الفضلات بكفاءة، حيث تتراوح أعراضها بين انخفاض إنتاج البول والتعب والتورم.

يؤدي الجفاف أيضًا إلى تحفيز الجسم على الاحتفاظ بالماء، مما يؤدي إلى تركيز البول وجعل الكلى تعمل بأقصى طاقتها. وهنا ترتفع مخاطر الإصابة بحصوات الكلى: حيث يسمح البول المركز للمعادن بالتبلور وتكوين حصوات الكلى المؤلمة ببطء.

تنبيه للعدوى: انخفاض تدفق المياه يعني عدد أقل من رحلات التبول، مما يمنح البكتيريا فرصة للتسبب في التهابات المسالك البولية، والتي يمكن أن تنتشر إلى الكلى.
خطر الإصابة المفاجئة: في الحالات القصوى، يمكن أن يؤدي الجفاف إلى الإصابة بالفشل الكلوي الحاد، حيث تنخفض وظائف الكلى بشكل حاد وتتراكم النفايات بسرعة.
الضرر طويل الأمد: يمكن أن يؤدي الجفاف المتكرر إلى إحداث ضرر حقيقي بمرور الوقت، مما يساهم في الإصابة بأمراض الكلى المزمنة (CKD)، ربما من خلال مسارات تشمل الفازوبريسين وحمض البوليك.

ولكن هل الجفاف يؤدي إلى انكماش الكلى؟
على عكس الاعتقاد السائد، لا تنكمش الكلى حرفيًا عند الإصابة بالجفاف. ومع ذلك، فبدون شرب كمية كافية من الماء، تضعف قدرتها على تصفية الفضلات، كإسفنجة جافة جدًا لا تمتص الفضلات بفعالية. وفي الواقع، وجدت دراسات أُجريت على أفراد أصحاء أن بضع ساعات فقط من الامتناع عن شرب الماء يمكن أن تُقلل من حجم الكلى في صور الأشعة. وهذا “الانكماش” المؤقت يتعلق بالديناميكيات الداخلية، مثل حجم الدم، أكثر منه بفقدان فعلي للأنسجة.

تخيل الأمر وكأنه تباطؤ في عمل المضخة، وليس اختفاءً لها. وفي الوقت نفسه، يُقلل الجفاف الشديد من حجم الدم، مما يُعيق تدفق الطاقة والدم اللازمين لعمل الكلى بكفاءة. وبدون ترطيب كافٍ، تتراكم مركبات الفضلات (مثل يوريا الدم والكرياتينين)، مما يُصعّب عمل الكلى ويزيد من خطر الإصابة الكلوية الحادة (AKI).

الجفاف المتكرر ومخاطر الكلى المزمنة
لا يقتصر الأمر على الإجهاد قصير المدى، فقد أصدر العلماء تحذيرات بشأن نوبات الجفاف المتكررة وتأثيرها الدائم على صحة الكلى. وفي النماذج التجريبية، واجهت الفئران التي تعرضت للجفاف بشكل دوري ارتفاعًا في ضغط الدم، والتهابًا في الكلى قد يصل لحد التلف، وهي علامات على مرض الكلى المزمن. بالإضافة إلى ذلك، تكشف الدراسات البشرية أن انخفاض تناول السوائل اليومي يرتبط بانخفاض أسرع في أداء الكلى على مر السنين.

ليس شرب المزيد من الماء هو الحل: أي أن الإفراط في شرب الماء ليس الحل الأمثل دائمًا، فالتوازن مهم حتى عند شرب الماء، لأن الإفراط فيه قد يؤدي إلى نتائج عكسية. فالإفراط في شرب الماء، خاصةً إذا كانت الكلى لا تعمل بشكل صحيح، قد يسبب تراكم السوائل، وانخفاض مستويات الصوديوم (نقص صوديوم الدم)، وإجهاد القلب والكلى.

السر يكمن في التوازن: اشرب الماء عند الشعور بالعطش، ولكن لا تفرط في شربه. وفيما يلي نصائح لترطيب الجسم تساعدك في الحفاظ على ترطيب كليتيك جيدًا، ولكن دون غمرهما بالمياه:

احمل زجاجة مياه قابلة لإعادة الاستخدام لتذكرك بشرب الماء سواء في العمل أو المشي.

عيِّن تذكيرات للشرب كل ساعة.

تتبّع لون البول، حيث إن اللون الأصفر الباهت دليل على كفاءة الترطيب، وليس الداكن أو الشفاف.

 

 

تايمز أوف إنديا

شاهد ايضا

Focus Mode